عنوان الفتوى : المرجع في وجوب الدية من عدمها هو قرار الأطباء
أنا طبيبة وفى عملي في النبطشية جاءتنا مريضة كانت قد أجريت لهاعملية جراحية في الصدر فى يوم سابق وكانت المريضة تعاني من دوخة وكانت تركب درنقة صدرية لخروج أي مياه أو دم من الجرح وعندما رأيت الدرنقة لم أنتبه إلى الدم الخارج منها وفي آخر اليوم اتصلت بالطبيب الأصغر مني للاطمئنان عليها فأخبرني أن بها دما كثيرا فاتصلنا بالجراحين لتركيب درنقة أخرى كما بدأنا تركيب أكياس دم لها، لكن الأوردة كانت ضعيفة فكان الدم يسير ببطء وعندما انتهى الجراحون من تركيب درنقة أخرى أخبرتهم أن ننتظر قليلا لتنظيف الدم المحيط بالسيدة حتى لا نتلوث به قبل أن نحاول إيجاد أوردة أوسع لتركيب الدم بسرعة لها، لكن عندما انتهوا من التنظيف توقف قلب السيدة عن العمل وتوفيت في وقتها، فشعرت بذنب شديد تجاهها، لأنني لم أر الدم في البداية، ولأنني تأخرت في تركيب الدم لها إلى حين التنظيف، اتصلت بابنها وعرضت عليه الدية، لكنه في البداية بكى وأغلق السماعة، ثم بعد ذلك بعث إلي برسالة أنني قتلت والدته وأنني آثمة، فماذ أفعل؟ وهل أتصل به مرة أخرى؟ وهل علي كفارة أو دية؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصحك بمراجعة الأطباء أصحاب الاختصاص العاملين معك لتتعرفي على مستوى أثر تقصيرك على موت هذه المرأة ـ إن كان حصل منك تقصير ـ ثم إن الظاهر من الذي ذكرت في السؤال أنه لا إثم عليك، لأنك لم تري الدم أولاً ولما علمت بحالة المريضة بعد ذلك استدعيت الجراحين وبدأت تركيب أكياس دم لها، وربما لم يكن عندك شعور بأن مجرد تأخير تركيب الأوردة الواسعة حتى تنظف المريضة قد يجر لموتها، ولكن الإثم قد يرتفع ويبقى الضمان، فإذا أثبت الأطباء أنك كنت سبباً في موت المرأة فإنه تلزمك ديتها، وهي على العاقلة، كما بسطنا في عدة فتاوى سابقة، فراجعي منها الفتاوى التالية أرقامها: 5852، 128083، 114590، 5178.
والله أعلم.