عنوان الفتوى : عمر بن عبد العزيز خليفة راشد

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

يوجد حديث من أحاديث الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتحدث عن مراحل الخلافة الإسلامية وهو الحديث التالي :(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ) فسؤالي هو: 1- هل الخلافة التي على منهج النبوة التي ستكون في آخر الزمان ستظهر على يد المهدي المنتظر أم ستظهر قبله أو بعده ؟ 2- بعض العلماء قالوا إن الخلافة التي على منهج النبوة هي من بداية خلافة أبي بكر (رضي الله عنه) إلى انتهاء خلافة الحسن بن علي (رضي الله عنهما)، وخلافة الملك العاض هي من بداية الدولة الأموية إلى انتهاء الخلافة العثمانية، وخلافة الملك الجبري هي التي نعيشها الآن. والخلافة الثانية التى علي منهج النبوة هي التي في آخر الزمن. ولكن ماذا عن خلافة عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) مثلا وهو ملقب ب(خامس الخلفاء الراشدين) كيف تكون من ضمن خلافة الملك العاض ؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخلافة على منهاج النبوة حصل أفضلها في عهد الخلفاء الراشدين وعليها حملت الخلافة المذكورة أول الحديث الذي ذكر السائل، وقد جاءت بعدها فترة يزيد بن معاوية كان الملك فيها عاضا جدا، ففيها قتل الحسين، وفيها غزيت المدينة واستبيحت، وقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، وكانت فترة عبد الملك بن مروان، فترة ملك جبري، وكذلك الحال بالنسبة لابنه الوليد بن عبد الملك وهو أول خليفة بعد أبيه وفي فترتهما كانت ولاية الحجاج وغزيت مكة، ورميت الكعبة بالمنجيق، وقتل الصحابي الجليل: عبد الله بن الزبير وصلب، وفيها قتل سادة التابعين صبرا، وعلى رأسهم سعيد بن جبير وعاث الحجاج وجنوده في الأرض فسادا وإفسادا وقتلا وتشريدا، ثم جاء بعد هذه الفترة سليمان بن عبد الملك ولم تطل مدته، وجاء بعده عمر بن عبد العزيز وقد كان خليفة راشدا بحق. كما قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم.

ونص كثير من الأئمة على أن عمر بن عبد العزيز خليفة راشد أيضا، ويدل عليه ما خرجه الإمام أحمد من حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله، ثم تكون خلافة على منهاج النبي فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا ما شاء الله أن تكون، ثم إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج نبوة. ثم سكت. فلما ولي عمر بن عبد العزيز دخل عليه رجل فحدثه بهذا الحديث فسر به وأعجبه، وكان محمد بن سيرين يسأل أحيانا عن شيء من الأشربة فيقول: نهى عنه إمام هدى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه. انتهى.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: الإشارة النبوية إلى دولة عمر بن عبد العزيز تاج بني أمية قد تقدم حديث أبي إدريس الخولاني عن حذيفة قال: سألت رسول الله  هل بعد هذا الخير من شر؟ قال: « نعم ». قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: « نعم وفيه دخن ». قلت: وما دخنه؟ قال: « قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، يعرف منهم وينكر » الحديث.

 فحمل البيهقي وغيره هذا الخبر الثاني على أيام عمر بن عبد العزيز.

وروى أبو داود الطيالسي عن داود الواسطي - وكان ثقة - عن حبيب بن سالم، عن نعمان بن سالم، عن حذيفة قال: قال رسول الله : إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها لكم إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة .

قال: فقدم عمر بن عبد العزيز ومعه يزيد بن النعمان فكتبت إليه أذكره الحديث، وكتبته إليه أقول: إني أرجو أن تكون أمير المؤمنين بعد الجبرية.

قال: فأخذ يزيد الكتاب فأدخله على عمر فسر به وأعجبه.

وسيأتي في الحديث الآخر إن شاء الله أن الله سخر لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.

وقد قال كثير من الأئمة إنه عمر بن عبد العزيز فإنه تولى سنة إحدى ومائة.

وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء: عمر بن عبد العزيز بن مروان: الخليفة الصالح أبو حفص خامس الخلفاء الراشدين. قال سفيان الثوري: الخلفاء خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز. أخرجه أبو داود في سننه.

والله أعلم.