عنوان الفتوى : بدوام المجاهدة تصير الصلاة قرة عين وسرور نفس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

منذ ثلاثة أشهر وأنا أداوم على الصلاة ـ والحمد لله ـ وأصلي الفجر والمغرب يوميا في جماعة، أبلغ من العمر 36 سنة ولم أتعود الصلاة من صغري، ورغم محاولاتي في الحفاظ عليها، فإنني أحس بكسل وتباطؤ وإحساس بأنني أجاهد لكي أقوم لها، فهل سأجاهد دائما بصعوبة؟ أم بعد فترة أطول ستترسخ وتكون بداخلي كما أحس هذا من الذين تعودوا الصلاة من الصغر؟ وهل هناك طريقة للثبات عليها؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي هداك ووفقك للتوبة، ونسأله تعالى أن يمن عليك بالثبات، ثم اعلم ـ أيها الأخ الكريم ـ أن ما كان منك من ترك للصلاة تفريط عظيم وتقصير جسيم، فإن ترك الصلاة أعظم إثما وأكبر جرما من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع المسلمين، وراجع الفتوى رقم: 130853لتتعرف على خطورة ترك الصلاة.

والواجب عليك ـ أيها الأخ الفاضل ـ أن تتوب إلى الله توبة نصوحا وأن تندم على ما مضى منك من تقصير وتفريط، وعليك أن تجاهد نفسك على فعل جميع الصلوات في أوقاتها، واحرص على أن يكون ذلك في جماعة ومتى ما مضيت في مجاهدة نفسك ولم تستسلم للشيطان الذي يريد أن يثبطك ويعيدك إلى ما كنت عليه، فإن الله سيعينك ويأخذ بناصيتك إليه، فإنه تعالى وعد من جاهد نفسه فيه بالهداية والمعونة، فقال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. { العنكبوت: 69 }.

فمع الاستمرار في المجاهدة ستصير الصلاة قرة عين لك وستصير لذة روحك وبهجة نفسك وستؤديها بخفة ونشاط حريصا عليها فرحا بها مستشعرا فيها راحتك ونعيم روحك، كما كانت للنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: وجعلت قرة عيني في الصلاة.

ومما يعينك على ذلك أن تصحب أهل الخير الذين يعينونك على طاعة الله تعالى ويذكرونك إذا نسيت وينبهونك إذا غفلت، وأن تستحضر خطورة ترك الصلاة فتخشى غضب الله تعالى وسخطه ولا تعرض نفسك لشيء من ذلك، وأن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى أن يثبتك ويوفقك لما فيه رضاه، وأن تحضر حلق العلم ومجالس الذكر التي يرق فيها القلب وتتعلم فيها أحكام الشرع، فإن ذلك من أعظم العون على الثبات ـ بإذن الله ـ ومما ينبغي التنبيه عليه أن العلماء مختلفون في حكم الصلوات الفائتة هل يجب عليك قضاؤها أو لا؟ وقد بينا هذا الخلاف في الفتوى رقم: 128781، والأحوط هو أن تجتهد في قضاء ما فاتك من صلوات أخذا بقول الجمهور، ولمعرفة كيفية القضاء لهذه الصلوات انظر الفتوى رقم: 70806.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
على المرء مجاهدة المشاعر السلبية والسعي للتخلص منها
دعاء لصرف الأشرار
الإصرار على المعاصي اتّكالًا على عفو الله طريق المخذولين
ثواب من يشتهي المعصية ولا يعمل بها
ركن التوبة الأعظم هو الندم
الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر الجميل
أسباب وحكمة نزول البلاء
على المرء مجاهدة المشاعر السلبية والسعي للتخلص منها
دعاء لصرف الأشرار
الإصرار على المعاصي اتّكالًا على عفو الله طريق المخذولين
ثواب من يشتهي المعصية ولا يعمل بها
ركن التوبة الأعظم هو الندم
الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر الجميل
أسباب وحكمة نزول البلاء