عنوان الفتوى : ماذا تفعل المرأة إذا شعرت أنها مصابة بالمس
أنا أريدكم أن تعينوني على نفسي وعلى الشيطان، فأنا لا أدري ماذا أفعل، أنا فتاة التزمت لأمر الله منذ 8 سنوات، والتزمت بالحجاب الشرعي، وكلما تذكرت تلك الأيام أشعر بالخجل والحسرة على نفسي، فقد كنت طالبة علم مجدة قوامة صوامة ولا أزكي نفسي على الله، ولكن أقارن تلك الأيام بحالي الآن فأشعر بفرق بين السماء والأرضمنذ سنتين تقريبا بدأت أقصر في صلاتي جداً، فأحيانا أفوت صلاة الفجر وأحيانا العشاء، وزاد هذا الأمر بالتدريج فبدلا من أنه كان نسيانا أصبح تكاسلا، وأمتد الأمر الآن إلي أنني قد أقصر في أي صلاة من الفروض الخمسة ولا يكون لدي أي عذر، حتى أنني قد أكون فارغة اليد تماما، ولكن لا أقوم أصلي أحيانا كثيرة أشتاق جداً لأن أقوم أصلي وأتعذب حتى أقوم، وأحيانا أبكي لأني أريد أن أقوم أصلي، ولكن أشعر أن ثقلا فوق قلبي وشيئا بداخلي يمنعني تزوجت منذ 6 أشهر، وبعد زواجي بـ 3 أيام، وقد كنت سعيدة جداً مع زوجي، وأحبه حبا شديداً جداً، ولم يكن بيننا وقتها أي مشكلة، فنحن كما يقولون لم نزل في شهر العسل كنا نتعشى سويا في بيتنا ونحن في قمة سعادتنا، وفجأة شردت بعض الشيء وموضوع الشرود هذا متكرر بطريقة ملحوظة جداً أشرد لفترات طويلة في لا شيء، وأكون سامعة لما حولي وأحيانا زوجي يناديني ولا أستطيع الرد عليه إلا بمجاهدة حتى أخرج خارج هذا الشرود.المهم في هذا اليوم شردت قليلا ثم نظرت له، وإذا بي أجد نفسي خائفة منه جداً جداً، فأقاوم هذا الشعور وأستمر في النظر إليه أشعر برعب بداخلي، وأخذت في البكاء بشدة جداً والابتعاد عنه وهو فزع لما حدث لي قال لي هل ضايقتك في شيء أراد أن يضمني له، ولكني كنت خائفة منه، وازداد صراخي كلما اقترب مني حتى أني أصبحت أجري كي لا يقترب مني، وهو لا يدري ماذا حدث، ثم صرخ في فازداد صراخي وبكائي كان انتحابا فقلت له خائفة منك، فلبس وكان سينزل يقف في الشارع حتى أهدأ فازداد صراخي لأني لا أريده أن ينزل فكان في حيرة من أمره، فأنا خائفة منه وخائفة من الجلوس وحدي، وكان ذلك في الثانية ليلاً، ثم أهدأ وتعود الكرة مرة أخرى حتى أخذ يؤذن فهدأت تماما، وأخذت أنظر له كطفلة وهدأت، ثم أخذ يقترب مني بهدوء وأنا ساكنة وبدأ يرقيني، ثم بدأت الحالة مرة أخرى، ثم قال لي إنه لن يرقيني وأنه لن يؤذن ولن يفعل هذه الأشياء مرة أخرى هدأت تماما، ثم اتصل بأخي وهو في نفس البيت فصعد جلس معنا، وحصلت هذه الحالة مرة أخرى، فأمرني أخي أن أمسك المصحف وأقرأ القرآن، فأخذت أقرأ واقرأ حتى هدأت تماما. وانتهى الموضوع على هذا الأمر، ووجدت أن هذا الموضوع كان سيتكرر وكنا مسافرين في أول زواجنا ولكني حالما شعرت بالخوف منه صرفت نظري عن زوجي وأمسكت بالمصحف وأخذت اقرأ ومن فترة قريبة وضعت السماعات على أذني قبل النوم وأخذت أسمع القرآن لفترة طويلة جداً جاد جدا ونمت بعدها مباشرة وعندما نمت شعرت بألم شديد جداً جداً في رجلي اليمنى وهذا الألم لم أشعر به في حياتي قط وشعرت كأن رجلي شلت ولا أستطيع تحريكها وهذا حدث مرتين بعدها وأشعر بنفس الشيء، ولكن عند نومي فالفترة الأخيرة أحلم كثيرا وأكون قارئة آية الكرسي قبل النوم، أن أحدا يتحكم بجسدي وأشعر أنه مشلول ولا أستطيع تحريكه شلل تام ومقاومة شديدة مني حتى أستطيع تحريكه، وزوجي كثيرا ما يحلم بكوابيس يرى فيها أنني أفعل الأشياء التي تغضبه كرفعي النقاب أمام الرجال أو حديثي مع رجال أجانب وتتكرر هذه الأحلام كثيراً، وفي بداية الزواج بعد زواجي بأسبوعين غرقت الشقة بالماء (بحادث غريب) السخان في البلكونة والمطبخ به شباك يطل على البلكونة كانت هناك ضلفة مفتوحة وضلفة مقفلة ماسورة السخان انكسرت ولكن الكسر كان ناحية الضلفة المفتوحة والغريب أن الكسر كان في هذه الجهة بالذات فلم يكن الكسر ناحية الشارع أو ناحية الضلفة المغلقة وغرقت الشقة بأكملها حتى عامت المياه فوق السجاجيد وحدث هذا الأمر قبل زواجنا وقبل فرش الشقة مرتين ولكن بطرق مختلفة، زوجي قام بعمل حركة وقال لي بأنني ممسوسة قرأ آية الكرسي في سره ثم أمرني أن أغمض عيني وأشار إلي وقال إن كانت محسودة فلتتحرك إلي الأمام إن كانت مسحورة فلتتحرك إلي الأمام إن كانت ممسوسة فلتتحرك الي الأمام أنا لا أدري هل هذا الحركة أصلا شيء ثابت في الشرع أم لا ولكن المهم الآن هل أنا فعلا ممسوسة وهل حالي الذي أنا عليه من بعدي عن الله بسبب هذا إن كان صحيحا، وإن كان صحيحا فهل إذا ذهبت لأحد ليقرأ علي أخرج من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وإن كان كذلك فهل يمكنكم أن تعطوني وردا معينا أسير عليه ولكن ليكن رفيقا بي، فأنا الآن انقطعت كل صلاتي بالله إلا الذكر -قدر المستطاع- معذرة للإطالة؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافيك ويصرف عنك السوء ويهديك لأرشد أمرك، والذي ننصحك به أولاً هو التوبة النصوح والحرص على طاعة الله واجتناب معاصيه، فقد قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة. ثم ننصحك بمراجعة المختصين بالطب النفسي بشأن ما تعانين منه، مع المحافظة على الأذكار المسنونة والرقى المشروعة، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4738، 20416، 4310.
ولا حرج في الذهاب لمن يعرف بعلاج المس بالطرق المشروعة بشرط أن يكون موثوقاً في دينه وأمانته، مع مراعاة الضوابط الشرعية كتحريم الخلوة ووجوب غض البصر ونحو ذلك.
أما عن كون طلب الرقية الشرعية مانع من الدخول في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب فهذا قد اختلف فيه أهل العلم، فذهب بعضهم إلى أن الاسترقاء بالرقى الشرعية من القرآن والسنة لا تمنع من الدخول في السبعين ألف، كما رجحناه في الفتوى رقم: 93499.
والله أعلم.