عنوان الفتوى : لا ينبغي أن يصدك عن إتمام الزواج ما ذكرته عن خطيبتك

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

خطبت فتاة تبلغ 26عاما، وفي أحد المرات سألتها -ولا أدري لماذا - عن كونها لعبت لعبة عروسة وعريس وهي صغيرة، فأجابت أنها كانت تلعب لعبة مع ابنة عمها تشبه تلك اللعبة وكان عمرها 10سنوات، فقد كانت ابنة عمها التي تكبرها بعام واحد تلعب لها في البظر فرجها بأصبعها فاستمتعت بذلك واستمر الأمر سنتين حتى بلغت ال12 عاما، وسألتها عدة أسئلة عن الأمر فقالت إنها كانت لا تفهم ما يفعل بها وعند ما علمت ذلك استمرت فيه بدافع التعود حتى أصبحت في ال12، وحدث خلاف بين العائلتين فلم تذهب للعب معها رغم كونهم في بيت واحد . الأمر هنا أني منزعج بشدة من ذلك الأمر مما أحدث بيننا من مشكلات وبكت وقالت إنها كانت طفلة وإنها تحبني، وإنها تصونني، علما بأنها تصلي لله، وخجولة وقمة في الأدب والتربية. هل أنا ظالم لها بتفكيري في عدم تحملي لهذا الأمر؟ وهل يستدعي تركي لها أم أن الأمر عادي وقد مر عليه 14عاما؟ وما رأي الدين في سيطرة ذلك على فكري وهل هو من مداخل الشيطان؟ أرجو إفادتي فأنا أريد أن أتركها وهي تحبني ولا أريد ظلمها، وفي الوقت نفسه أريد مسامحتها وأنسى ما قصته لي. فما رأي الدين في تفكيري وما فعلته وهي صغيرة ويجب علي فعله؟ أفيدوني .. أفادكم الله وبسرعة .. أعانكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولا التنبيه إلى أن الخطيبة قبل أن يتم عقد النكاح تعتبر أجنبية على الخاطب، ولا تجوز له الخلوة بها ولا الحديث معها فيما لا تدعو إليه الحالة، وأحرى أن يكون ذلك في مثل ما دار بينك وبين خطيبتك من الحديث. فتب إلى الله مما كان منك ولا تعد إلى مثله.

علما بأنه حتى على تقدير أن عقد النكاح قد تم بينكما ما كان ينبغي سؤالها مثل هذ السؤال؛ لأنه لا مصلحة ترجى من ورائه، وقد علمت ما ترتب عليه من المفسدة. كما أنه كان عليها هي أن تستر على نفسها، ولا تخبرك عن هذه الأمور.

وفي خصوص موضوع السؤال، فإن فسخ الخطبة دون مبرر شرعي لا ينبغي للمسلم أن يفعله لما في ذلك من الاستهانة بالوعود والمواثيق والأذى النفسي الذي ربما يلحق بالفتاة. خصوصا إذا كانت ذات دين وهي على ما ذكرته عنها من المحافظة على الصلاة، وأنها خجولة وقمة في الأدب والتربية.

فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزواج بذات الدين بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.  فذات الدين هي خير ما يملك الرجل في هذه الدنيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع، وخير متاعها: المرأة الصالحة. رواه مسلم.

فلا ينبغي أن يصدك عن إتمام الخطبة ما ذكرته؛ فإنها قد وقعت فيه وهي صغيرة، مع أنه ليس في بني آدم معصوم من الخطأ، كما ورد في الحديث: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد والترمذي.

ورغم كل ما ذكرناه فإن فسخ الخطبة ولو لغير سبب لا يعد ظلما للمخطوبة، ولكن لا ينبغي للعاقل أن ينجر إليه لمجرد مثل ما ذكرته من سبب.

ولا ينبغي أن يسيطر هذا الأمر على فكرك، فإنه في الحقيقة لا يستحق كل هذا، والشيطان عدو للإنسان، وهو شديد الحرص على إيقاعه في أسباب الحزن، فلا تطعه في شيء مما يدعوك إليه.

والله أعلم