عنوان الفتوى : حكم نزول الخطيب من المنبر لحاجة
حياكم الله جميعا، أود أن أسأل حضراتكم سؤالا: في الخطبة الماضية نزل الخطيب من على المنبر بعد انتهاء الخطبة الأولى في جلسة الاستراحة ليسكت الأطفال الذين يلعبون في مصلى المسجد، ثم عاد إلى المنبر وأكمل الخطبة. فما الحكم في ذلك؟ أفادكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج على الخطيب في أن ينزل من المنبر لحاجة كإسكات الصبيان في المسجد إذا لم يطل الفصل، وقد ورد في السنة ما يدل على جواز ذلك، فقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر لإسكات جذع النخلة الذي كان يخطب عليه حين بكى كما في حديث جابر رضي الله عنه في البخاري قال: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت تنشق، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت..
ونزل صلى الله عليه وسلم من المنبر لما رأى الحسن والحسين يمشيان ويتعثران في مشيتهما؛ كما في سنن أبي داود والنسائي والترمذي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر ثم قال صدق الله: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ. رأيت هذين فلم أصبر، ثم أخذ في الخطبة.
والله أعلم.