عنوان الفتوى : اجتهدي في دعوة أمك للإسلام وأخيك للتوبة والاستقامة
أنا لدي مشكلة تؤرقني، فنحن نعيش في بلاد الغرب، وأخي المراهق على علاقة بفتاة غير مسلمة، وهو يحضرها إلى البيت بعد دوام الدراسة، فيجلسان في الطابق السفلي من البيت، يلعبان ألعاب الفيديو جيم، أو يشاهدان التلفاز، وكثيرا ما يحدث أنهما يجلسان بمفردهما حيث إن أمي منشغلة، وأبي ليس هنا، كما أن أمي غير مسلمة، ولا أجدها تعطي الأمر أهميته، وقد تعبت من الموضوع كثيرا، حيث إني إذا نبهته بأن هذا حرام غضب وعارض، ومن ناحية أخرى لا أقدر على الجلوس معهما طوال اليوم لأراقبهما فماذا أفعل ؟ إن أسوأ ما في الأمر أني في إحدى المرات شككت أنهما كانا يتبادلان القبلات فحينما نزلت لأرى وجدت الفتاة تمسح شفتيها وعلى وجهها علامات الخوف، وكأنها شعرت بأني فهمت شيئا، إلا أنني لم أخبر أمي بالموضوع؛ لأني أدرك بأن بعض الظن إثم، ولكني أتمني أن تأخذ الأمر بجدية أكبر، فقد يقود هذا إلى ما لا يحمد عقباه، فكيف يجب أن يكون موقفي من هذا الأمر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أنّ إقامة المسلم في بلاد الكفار خطر على دينه وأخلاقه، وانظري الفتوى رقم: 2007.
ولا شك أنّ ما يفعله أخوك من إقامة علاقة محرمة مع تلك الفتاة وخلوته بها منكر ظاهر لا يجوز السكوت عليه.
والواجب عليك أن تبيني له ذلك وتعرّفيه بحكم الشرع فيما يفعله، فإن لم ينته عن تلك الأفعال فعليك أن تبلغي من يقدر على منعه منها، فإن لم يمكن ذلك، فعليك فعل ما تقدرين عليه من الحيلولة بينه وبين هذه المنكرات على حسب استطاعتك بما لا يترتب عليه ضرر لك أو مفسدة أكبر من تلك المنكرات، وانظري الفتوى رقم: 22063.
مع التنبيه على أنّ متابعتك لهما، ما داما على تلك الحال المريبة والأفعال المحرمة، ليس من التجسس المحرم أو سوء الظنّ المنهي عنه، بل ذلك أمر مطلوب لمنع المنكر أو تخفيفه.
وينبغي لك أن تجتهدي في دعوة أمك إلى الإسلام ودعوة أخيك إلى التوبة والاستقامة، فلك في ذلك أجر عظيم، وراجعي الفتوى رقم: 68804.
والله أعلم.