عنوان الفتوى : الربا قليله وكثيره حرام
بعد التحية العطرة فضيلة الشيخ أود أن أسألك في بعض المسائل التي تخص القروض البنكية وفوائدها الربوية ومدى جوازها...وبدون إطالة إليك نص المسألة: أنا شاب من الجزائر عمري 26 عاما حامل لشهادة جامعية والحمد لله. دون عمل وغير متزوج. بعد بحث طويل عن عمل لم يحالفني الحظ لأن أجد عملا رسميا بشهادتي الجامعية سوى أنني في بعض الأحيان أعمل في مقهى للأنترنيت أو في محل لصناعة المجوهرات بأجر زهيد لايكفي لتغطية حتى نفقاتي الشخصية لبضعة أيام. تعرفت على شخص هو مدير للصندوق الوطني لتدعيم الشباب فطلب مني أن أقدم إليهم ملفا من أجل الاستفادة من قرض مادي أستغله في مشروع استثماري، على أن تكون مساهمتي الشخصية في المشروع بنسبة 10 بالمائة مضاف إليه نسبة 20 بالمائة يساهم به صندوق تدعيم تشغيل الشباب ويساهم البنك بالنسبة الباقية وهي 70 بالمائة، وعلى أن أرد القرض مضاف إليه فائدة البنك في أجل مدته 6 سنوات . بعد دراسة معمقة اهتديت إلى المشروع الذي سأستثمر فيه. قيل لي بأنه حرام لأن البنك يتعامل بالفوائد الربوية التي هي أمر مرفوض شرعا، مع العلم بأن نسبة الفائدة هي 1.75 بالمائة من تكلفة المشروع، فعكفت عن البت فيه، ونظرا لإعساري المادي الشديد، ونظرا لحاجتي الشديدة لمشروع يؤمن لي قوت يومي، ونظرا لرغبتي في تكملة نصف ديني الذي من أجله أصبح اليسر المادي شرطا ضروريا عندنا، ونظرا لعدم وجود أي بنك إسلامي في الجزائر إرتأيت فضيلة الشيخ أن أطرح عليك المسألة راجيا منك أن تجيبني على هذه النقاط:-هل أنا بصدد ظروف تبيح لي ربا الضرورة أم لا؟-إن كانت نسبة الفائدة البنكية أقل من 3 بالمائة هل المشروع يجيزه الشرع ويعتبر حلالا وفقا للظروف التي ذكرتها أم لا؟-في حالة عامة، إن كانت نسبة الفائدة تفوق 3 بالمائة وفقا للظروف التي ذكرتها.هل المشروع حلال أم حرام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالربا كثيره وقليله حرام، فلا يجوز الدخول في عقد يتضمنه، وقد ذكرت أن نسبة تمويل البنك عليها فائدة ربوية وإن كان الأمر كذلك فلا يجوز قبوله ولا الدخول في عقده، لما روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. يعني في الإثم.
وأما عن الضرورة المبيحة لمثل هذا التعامل فهي الضرورة الشرعية المقيدة، وتعرف الضرورة بأنها وصول المرء إلى حد إذا لم يقترض بالفائدة هلك أو قارب هلك أو قارب الهلاك، أو أن تصيبه مشقة لا تحتمل عادة. وراجع للمزيد الفتوى رقم: 129968.
وننصحك بالبحث عن الوسائل المشروعة لتمويل ما تحتاجه، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ومن اتقى الله يسر أمره وفرج همه قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ. {الطلاق:2، 3}.
وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم وتوجيهه للناس أن قال: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.
قال الحافظ في الفتح: أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود. وصححه الألباني أيضا.
والله أعلم.