عنوان الفتوى : الواجب قطع العلاقة بهذا الرجل إن لم يتيسر الزواج

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أعمل في شركة وتعرفت على رجل في سن 30سنة، وهو متزوج ولديه بنت، وأحببته وتمنيت لو يكون زوجي وهو أيضا قال لي إنه غير سعيد مع زوجته والله أعلم بالحقيقه ويريد البقاء معي ويتزوجني ولكن دون أن يطلق زوجته. وهذا مرفوض عندي تماما، ومن وجهة نظر أهلي مرفوض أن أفكر في شخص متزوج ولكن المشكله أني لا أستطيع أن أتركه، وفي نفس الوقت أشعر أن هذا إجرام في حق إنسانة أخرى ومعصية لله، مع العلم أني دعوت الله كثيرا أن يطهرني من هذا الذنب ويتوب علي حيث إنني من بداية الموضوع وأنا بعيدة عن طاعة الله وقلبي مظلم، ولكن أجد الأمور تزداد أكثر بيني وبينه ولا أعرف أهذا غضب من الله علي أم أنه سوف يحدث جديد في هذا الموضوع. أرجو الإفاده بالواجب عمله إرضاء لله وإنهاء لهذه الدوامة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك هو أن تقطعي فورا كل علاقة بهذا الرجل وأن تنصرفي عنه تماما، وأن تتوبي إلى الله جل وعلا مما سلف منك من معصية بسبب علاقتك به.

فإن تيسر لك طريق للزواج منه بأن تقنعي بذلك أهلك فهو خير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.

أما إن تعسر الزواج به أو رفض هو ذلك فعليك أن تقطعي علاقتك به.

واعلمي أن ازدياد العلاقة بينك وبينه يعتبر من استدراج الشيطان لك نحو الوقوع في الفاحشة. فاحذري كيد الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء، فالواجب عليك ان تبتعدي عن مواقعة هذه المعاصي مهما كانت الدواعي، ثم عليك بالإكثار من ذكر الله والصلاة، فإن الصلاة وكثرة الذكر لهما أثر عظيم في نهي صاحبهما عن الفحشاء والمنكر قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ. {العنكبوت:45}.

جاء في تفسير البغوي:  وقال عطاء في قوله: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.

وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني اسرائيل. وآمركم بذكر الله  كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

ثم أكثري من مطالعة كتب الترغيب والترهيب وسير السلف الصالح، والتفكر في أهوال القيامة والقبور، فقد دلت السنة المطهرة على أن العلم بأحوال القبور والآخرة يقمع الشهوات والأهواء، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.

 وابحثي عن صحبة صالحة تتواصلين معهم بالحق وتتعاونين معهم على البر والتقوى.

وابتعدي كل البعد عن العمل في الأماكن المختلطة، وراجعي الفتوى رقم: 3859.

والله أعلم.