عنوان الفتوى : يرغب بالزواج ولا يجد له سبيلا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

شاب يريد أن يتزوج لكنه لا يريد. ما الحل؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتبين لنا قصد السائل - على وجه التحديد- لما يكتنف سؤاله من الغموض والتناقض لكنا على كل حال نقول:

ينبغي لمن قدر على الزواج أن يبادر إليه فإنه من هدي النبيين وسنن المرسلين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

 فإذا انضم إلى القدرة على الزواج خوف الشخص من مواقعة الفاحشة فهنا يتحتم عليه الزواج ويصبح واجبا، جاء في الشرح الكبير لابن قدامة: من يخاف على نفسه مواقعة المحظور إن ترك النكاح فهذا يجب عليه في قول عامة الفقهاء لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصرفها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.

ومن لم يقدر على النكاح لفقره وحاجته فليستعفف، فقد قال الله جل وعلا: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ. {النور : 33}.

 ثم عليه بملازمة الصوم ففي الحديث المتفق عليه : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

  قال النووي: والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ويقطع شر المني كما يفعله الوجاء. انتهى.

 وجاء في فتح الباري: لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه. انتهى.

وليعلم أن الصوم المقصود في الحديث إنما هو الصوم المتكرر الكثير، أما مجرد صوم يوم أو يومين فلا يفيد صاحبه.

 جاء في فتح الباري: واستشكل بأن الصوم يزيد في تهييج الحرارة وذلك مما يثير الشهوة لكن ذلك إنما يقع في مبدأ الأمر فإذا تمادى عليه واعتاده سكن ذلك. انتهى.

ثم عليه بالإكثار من الصلاة وذكر الله فإنهما حرز للمرء أيما حرز من مقارفة الفواحش والمنكرات قال سبحانه:  إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ .{العنكبوت:45}.

 جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر" قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى .

 وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني اسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

وتراجع الفتوى رقم: 6995. فإن بها نصائح لمن غلبته شهوته.

والله أعلم.