عنوان الفتوى : وجوب الزواج على القادر على مؤنته وخشي العنت على نفسه
أنا أبلغ من العمر 24 سنة، طالب في دولة أوروبية، ملتزم والحمدلله، ولكن تواجهني مشكلة الاختلاط بالأجنبيات، وذلك في صفوف الدراسة، مع العلم أني قد اتفقت مع والدي أن أتزوج بعد أن أنهي دراستي، ولكن دراستي ستستغرق وقتاً طويلاً، ولي هنا ما يقارب الأربع سنوات في بلاد الغربة، مع العلم أني قد تحدثت مع أهلي وقد تحدثوا مع عمي لخطبة ابنته لي، وهذا قبل عامين، ولكني الآن بحاجة ماسة للزواج خوفاً من الوقوع في ما حرم الله، وكذلك أخاف إن تزوجت أن أظلم زوجتي معي بسبب دراستي هنا حيث إنني لا أستطيع أن أجلبها معي وتحمل مصاريف معيشتها هنا. وكان رد عمي لأبي بأنه إذا جاء من يخطب ابنته في خلال فترة دراستي فإنه سيزوجها منه دون الرجوع لنا مع أني أريد الفتاة وهي تريدني. فأنا كما يقولون كالذي وقع بين نارين. أرجو منكم أن تفيدوني وأن تدعوا لي بالصبر والثبات. وجزاكم الله عنا كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما لا شك فيه أن الزواج من الخير الذي ينبغي المبادرة إليه والذي قد حث الشرع عليه. قال تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ {النور 32}
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
ومن خشي على نفسه الوقوع في الزنا وكان قادرا على الزواج وجب في حقه، وراجع حكم الزواج بالفتوى رقم: 3011.
فإن كنت قادرا على مؤنة النكاح وجب عليك أن تتزوج. وإذا لم يكن بإمكانك الزواج من ابنة عمك فيمكنك أن تبحث عن امرأة صالحة لتتزوج منها، فإذا لم يتيسر لك الزواج فاحرص على الصوم ومصاحبة الأخيار، واجتنب كل ما يمكن أن يثير الشهوة من النظر المحرم ونحوه. فإن لم تقدر على ذلك، وكانت هذه الدراسة سبيلا للفتنة وجب عليك تركها، فمصلحة حفظ دينك أولى، والسلامة لا يعدلها شيء. وفي بلاد المسلمين من المؤسسات التعليمية ما يمكن أن يحقق المسلم فيها بغيته.
والله أعلم.