عنوان الفتوى : حكم عمل ورقات على النت تحوي آيات وأحاديث لنشرها وتوزيعها
كنت أدير موقع البطاقة للبطاقات الإسلامية، وهو موقع يحتوي على بطاقات إسلامية تحتوي على آيات كريمة وأحاديث صحيحة، وقد كان للموقع قبولا كبيرا ووصل في ترتيبه على المواقع الإسلامية إلى الثامن، ثم بعدها وقفت على فتوى تبدّع هذا العمل لشيخين كبيرين فقمت بإلغاء الموقع بعد هذه الفتاوى بعدها قمت بعمل موقع جديد باسم الورقة الدعوية، ويحتوى على ورقات دعوية مقاس الورقة العادية يستطيع كل مستخدم أن يطبعها عبر الطابعة المنزلية وينشرها ويوزعها من باب بلغوا عني ولو آية .. تحتوي على آيات أحاديث فتاوى أحكام فقهية. فأرسل لي أخ يخبرني بفتوى عدم مشرعية تعليق الآيات وأن هذا الأمر مخالف لهدي السلف. هل أستمر في هذا الموقع أم أوقفه هو الآخر؟ وكيف أستغل موهبة تصميم الجرافيك في الدعوة إلى الله تعالى ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله لك اهتمامك بأمر الدعوة إلى الله، وتقبل منك صالح عملك ووفقك إلى أرشد أمرك. فلا شك أن الإنترنت صار من منابر الدعوة في واقعنا المعاصر، فهو مجال فسيح لإيصال كلمة الحق إلى الناس في مشارق الأرض ومغاربها بأسهل الطرق وأسرعها، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين: 9584 ، 24166.
وأما ما سألت عنه من شأن موقعك الجديد (الورقة الدعوية) فلا نرى داعيا لإغلاقه، بل هو من وسائل الدعوة إلى الله، ونشر الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذل النصح.
وأما مسألة تعليق الآيات القرآنية فهي بالفعل محل خلاف بين أهل العلم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 3071. والذي نراه راجحا أنه لا يمنع بإطلاق، وإنما يمنع منه ما كان فيه شيء من الإهانة ككتابتها على الستور والفرش والحوائط. أو تعليقها في أماكن اللهو والفجور، وأما تعليقها في المواضع المحترمة بقصد التذكير فلا بأس به إن شاء الله، وراجع في ذلك الفتويين: 23572 ، 36656.
وبهذا الموقع ونحوه يمكن للأخ السائل خدمة دينه والمشاركة في الدعوة إليه، وقد يكون هناك أبواب أخرى لاستثمار موهبة تصميم الجرافيك في مجال الدعوة، وهذا يحتاج لاستشارة المتخصصين في هذا المجال. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 50652، 131075، 36022.
والله أعلم.