عنوان الفتوى : من الآثار السيئة للتعامل بالربا

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

سؤالي يا شيخ هو: أود منكم نصيحة لزوج أختي، زوج أختي رجل طيب حنون لكنه غير مبال، دائما يأخذ من البنوك أموال ربا، يعني بسبب ظروف الحياة يضطر لأخذ سلفة من البنوك الربوية وهو على هذا الحال منذ 9 سنوات. والله يا شيخ أنه غير متوفق في حياته، زوجته تعبانة نفسيا، وابنته مرضت بالصرع بعد ما أخذ آخر سلفة، أموره جميعها تتعرقل، وآخر شيء أحب أن يشارك إنسانا في مشروع وما شاء الله ذلك الإنسان عمره ما يخسر، ولكن بعد مشاركة زوج أختي له صار يخسر، زوج أختي يصلي أحيانا في المسجد، وأكثر الأحيان في البيت، ولكن يا شيخ ما العلة في تدهور أموره المادية ومرض زوجته وابنته؟ وكيف الخلاص من الذنوب لكي يفتح الله عليه لأنه أموره صعبة، مع أنه يشتغل في مكان مهم، لكن للأسف ليست هناك بركة في حياته. كيف يجلب البركة في حياته؟ وما الحل للديون التي كان يأخذها ومازال البنك يستقطع شهريا المبلغ المستحق عليه. أرجو إفادتنا في هذا الموضوع؟ وهل ما يحصل له الآن بسبب الربا أو عدم الصلاة في المسجد أو ما هو السبب؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 فإن كان زوج أختك على ما ذكرت من التعامل بالربا فهو قد أتى منكرا عظيما، وهو بذلك يعين على أكل الربا، ومن يفعل ذلك فإنه ملعون، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء.

 هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن صلاة الجماعة واجبة على الراجح من أقوال العلماء، وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم 1798.  فمن كان حاله على هذا التفريط في جنب الله تعالى، فكيف لا يكون في خسران وعدم توفيق في الدنيا، والله تعالى يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى* {طه:124، 126}. وقال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ.{الشورى: 30}.

 فالحاصل أن مثل هذه المعاصي يمكن أن يكون سببا في حرمانه بركة الرزق، وأن يصاب بشيء من البلاء في نفسه وأهله وماله.

فينبغي أن ينتدب له من يمكن أن يكون قوله مؤثرا فيه ليقوم بنصحه عسى أن يتوب فيتوب الله عليه.

وننصح بالدعاء له بالتوبة والصلاح وخاصة من قبل زوجته وابنته، فعاقبة الدعاء عاقبة حسنة بإذن الله تعالى.

  وأما بالنسبة للقروض السابقة فقد أصبحت دينا في ذمته، وهو إنما يلزمه منها أصل القرض دون الزيادة الربوية، فلا يلزمه دفع هذه الزيادة إلا إذا أجبر على ذلك.

 والله أعلم