عنوان الفتوى : حكم توقع جنس المولود قبل ولادته

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

زوجتي حامل، وفي يوم اجتمع الأهل وكل منهم قال توقعه حول جنس المولود (ذكر أم أنثى) وكتبوا ذلك على ورقة وعلقوها في بيتنا. ما حكم ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغيب لا يعلمه إلا الله تعالى وحده، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. {لقمان:34}. وقال صلى الله عليه وسلم: مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله... رواه البخاري.

 وهذا لا شك فيه، ولكن ليس من ادعاء معرفة الغيب أن يتوقع المرء نتائج معينة استناداً إلى خبرته أو إلى تكرر الحدث، وقد يدخل هذا في معنى الفراسة، وكذلك توقع ما قد ظهرت له أدلة، وقد سبق التنبيه عليه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 130444، 62996، 79827.

والحاصل أن الذي فعله أهل السائل الكريم لا يعدو أن ذكر كل واحد منهم ما يتوقعه، مع كونه يوقن أن ذلك مجرد ظن وتخمين، ولا بأس بذلك إن شاء الله تعالى، ومن أشهر ما يروى في الفراسة في معرفة جنس الجنين، ما رواه الإمام مالك في موطئه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: إن أبا بكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة فلما حضرته الوفاة قال: والله يا بنية ما من الناس أحد أحب إلي غني بعدي منك، ولا أعز علي فقراً بعدي منك، وإني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان ذلك، وإنما هو اليوم مال وارث، وإنما هما أخواك وأختاك، فاقتسموه على كتاب الله، قالت عائشة: فقلت: يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته، إنما هي أسماء فمن الأخرى؟ فقال أبو بكر: ذو بطن بنت خارجة، أراها جارية.

 قال ابن عبد البر في الاستذكار: هذا منه رضي الله عنه ظن لم يخطئه.. فكانت ذا بطن بنت خارجة جارية أتت بعده فسميت أم كلثوم.. والعرب تقول: ظن الحليم مهابة. وتقول أيضاً: من لم ينتفع بظنه لم ينتفع بيقينه. وتقول أيضاً: الظن مفتاح اليقين... انتهى.

وقال الصنعاني في (سبل السلام): قسم الزمخشري الظن إلى واجب ومندوب وحرام ومباح، فالواجب حسن الظن بالله، والحرام سوء الظن به تعالى وبكل من ظاهره العدالة من المسلمين... والجائز مثل قول أبي بكر لعائشة: إنما هما أخواك أو أختاك.. انتهى.

والله أعلم.