عنوان الفتوى : حكم الاستخارة بقصد الزواج من رجل لم يتقدم إليها
هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة بقصد الزواج من رجل لم يفاتحني في الموضوع وهو لا يعلم أصلا أني أريده زوجا صالحا لي، مع العلم أني دائمة الدعاء لله بأن يكتبه زوجا صالحا لي ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاة الاستخارة إنما تشرع عند الهم بالأمر وتصديق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاستخارة: إذا همّ أحدكم بالأمر. ووقع في حديث ابن مسعود بلفظ: إذا أراد أحدكم أمرا. رواه الطبراني وصححه الحاكم.
جاء في عون المعبود: إذا هم يشير، إلى أنه أول ما يرد على القلب فيستخير فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير بخلاف ما إذا تمكن الأمر عنده وقويت عزيمته فيه فإنه يصير إليه ميل وحب فيخشى أن يخفى عليه وجه الأرشدية لغلبة ميله إليه، قال ويحتمل أن يكون المراد بالهم العزيمة لأن الخواطر لا تثبت فلا يستخير إلا على ما يقصد التصميم على فعله وإلا لو استخار في كل خاطر لاستخار فيما لا يعبأ به فتضيع عليه أوقاته. انتهى.
وعلى هذا فإنه لا مجال للاستخارة في مثل حالك لأنه ليس هناك أمر تهمّين به أو تعزمين عليه, ولكن إذا عنّ لك أمر ما كأن تقدم لك هذا الرجل أو بدا لك أن تعرضي نفسك عليه للزواج منك بواسطة إحدى محارمه أو أحد محارمك فهنا تشرع الاستخارة.
أما الدعاء بأن يصير هذا الرجل زوجا لك فهذا لا حرج فيه كما بيناه في الفتوى رقم: 106444.
والله أعلم.