عنوان الفتوى : هل تبطل الصلاة بالشعور بعدم الاتزان

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه لخدمة دينكم. شيخي الفاضل أنا مصابة بالوسوسة فى الصلاة والوضوء وكل فترة أظل أعاني من مشكلة وعندما أعلم وأفهم حل هذه المشكلة أقع فى أخرى، فى الفترة الحالية عندما أصلي مع أحد ونكون أنا والبنت قد بدأنا الصلاة فى نفس اللحظة أو هي بدأت قبلي أجد أنها تنهي الصلاة أسرع مني وأنا أراها أتمت حد الاطمئنان فى الركوع والسجود وكل أركان الصلاة، وحتى فى صلاة الجماعة أجد أني أطيل في قراءة سورة الفاتحة فيقوم الإمام بالركوع وما زلت أنا مستمرة فى قراءة السورة، ومن الممكن أن أصلي 4 ركعات فى ربع ساعة وهذا كثير بالنسبة للفرض الواحد، فهذا الإحساس بالإطالة جعلني أحاول أن أسرع فى الصلاة فأحاول أن أصل إلى حد الاطمئنان ولكن تصبيني حالة من عدم الاتزان فى الوقوف والركوع لأني أحاول أن أسرع، فأنا أحيانا أتجاهل هذا الإحساس لأن كل هدفي أن أكون سريعة. فهل عدم الاتزان بسبب أني أحاول أن أكون سريعة يبطل الصلاة مع العلم أني أحيانا أشعر بأن الصلاة بطلت بسبب هذا وأقوم بإعادة الصلاة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من كونك كلما تخلصت من الوسوسة في أمر أتتك على شكل آخر هو شأن الوسوسة وطبيعتها، ومن ثم فقد كثر تحذيرنا منها لما تجلبه على الموسوس من الشر والعناء، وعلاج الوسوسة يكون بقطع دابرها وترك الاسترسال معها على أي وجه كانت وبأي صورة أتت، وانظري الفتوى رقم: 51601.

وبخصوص موضوع سؤالك فالذي ننصحك به هو فعل ما ينبغي للمسلم إذا أقبل على الصلاة من إحضار القلب فيها والخشوع ما أمكنه، واستحضار عظمة ربه تعالى والتفكر فيما يتلوه من الآيات ويقرؤه من الأذكار. وقراءتك وإن كانت بطيئة فإن ذلك لا يضرك ما دام هذا هو الأخشع لك والأعون لك على التدبر ما لم يصل بطء قراءتك إلى حد الوسوسة بتكرار الآيات لغير موجب أو التأخر عن الإمام. ولذا فالذي ننصحك به هو أن تصلي بصورة طبيعية، وأن تقرأي بطريقة عادية دون هذا التشنج وذلك التحفز الذي يذهب بالخشوع، ثم إن السرعة في القراءة وأداء الصلاة ليست أمراً محموداً ولا مرغوباً فيه، وكذلك البطء الناشئ عن الوسوسة وتكرار الحروف والآيات أمر مذموم، والذي ينبغي هو الاعتدال والتوسط. فإن كلا طرفي قصد الأمور ذميم.

 وأما ما ذكرته من شعورك بعدم الاتزان فإنه ليس مبطلاً للصلاة ما دمت قد أتيت بأركانها وواجباتها على وجهها، وإعادتك الصلاة استرسال منك مع الوساوس فعليك أن تجتهدي في نبذها وإهمالها والإعراض عنها.

والله أعلم.