عنوان الفتوى : يشعر بالخوف الشديد والوساوس ويشعر بتنميل في جسمه فما هو العلاج؟

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

أحب أن أشيد بهذا الموقع الإسلامي وأدعو الله تعالى أن يجعله نافعا للأمة وأن يكون في ميزان حسناتكم إنه القادر على ذلك، أما بعد: فبالله عليكم اقرؤوا رسالتي إلى آخرها ولا تهملوها أدعو الله تعالى أن يوفقكم في الجواب على سؤالي، لأنني تعبت من هذا الموضوع من الله علي بالالتزام: فمنذ أكثر من سنة ونصف ومن يوم أن التزمت وأنا أصلي الصلوات الخمس في المسجد وأقرأ القرآن وأصوم الإثنين والخميس والأيام البيض ـ وعلى قدر المستطاع ـ أحفظ القرآن وأقوم الليل وغيرها من العبادات ـ والحمد لله ـ ولكن منذ 10 أشهر قطعت قيام الليل إلا من حين لأخرى ويرجع السبب إلى أنني أول ما التزمت بدأت أشعر بخوف شديد جدا ولا أدرى ما سببه وقبل الالتزام كنت لا أخاف ـ أبدا ـ وكنت أنام في حجرتي في الظلام، والآن لا أعرف حتى الجلوس بمفردي في البيت وأهلي نائمون بالليل أو خارج البيت ولا أقدر على قيام الليل رغم أنني في أول الالتزام كنت أضغط على نفسي وأصلي، لكنني الآن لا أقدر على ذلك, وأحس بتنميل في جسمي في وقت الخوف حينما أكون بمفردي فقط ولو صليت قيام اليل فالتنميل يزيد في جسمي كله وأحس أن الشيطان لا يريد أن يتركني وأحس بوسواس دائم وأن أحدا قاعد معي، وقد قرأ علي شيخ الرقية الشرعية ولم أصرع، ولكن أحسست أن صدري كله ساخن وهو يقرأ وقال لي في الآخر إنه مس خفيف جدا وأنني سليم وعلي بالأذكار والقرآن وبقيت على هذا الحال سنة, وبعدها ذهبت لشيخ ثان مشهور بالتقوى بين المشايخ ويعالج بالرقى وبالأعشاب ويحاور الجن الذين بداخل الإنسان وكان مشغولا وقتها وقال لي ضع يدك على عينك اليمني ونظر إلي نظرة غريبة ولا أتذكر ماذا قال بالضبط، إلا أن مما قال إذا كان هنالك أحد فليرجع للخلف المهم أنني أحسست أن أحدا يريد أن يشدني، ولكنني قمت، وبعدها سألني هل تحس بالأم في الظهر؟ فقلت له نعم ـ وهذا صحيح ـ وقال لي أنت تحتلم كثيرا؟ قلت له طبيعي، لأنني ـ والحمد لله ـ لا أمارس العادة السرية فالاحتلام هو المخرج الوحيد ويكون من فترة لأخرى المهم أنه قال إن معك أنثى ـ بنفس اللفظ يا شيخنا ـ فقلت له أنا لا أصرع ولا أحس بأي شيء من أعراض المس فقال اسمع سورة البقرة وأنت تصدق، فقلت له قل كيف العلاج؟ قال لما تصدق الأول اسمع سورة البقرة وبعدها تعالى ثان، إلا أنني لم أذهب إليه ثانية، لأنني لم أصدقه ـ رغم أنه مشهور بالتقوى وأنه فعلا عالج حالات كثيرة بعد توفيق الله له ـ ولما قال لي ذلك بقيت في حالة نفسية صعبة فأنا مسوس ولم أصرع قط ولا أنفر من سماع القرآن ولا من تلاوته وزاد الخوف أكثر فأكثر، نسيت أن أذكر أن شيخا قال لي قبل هذا: اقرأ سورة البقرة كل يوم إلى أن تحس أنك طيب وفعلا كنت أقرؤها كل يوم ولم يحدث شيء وكان لمدة شهر ولظروف الحياة والشغل بقى صعب علي أن أقرأها كل يوم فياليتكم تفيدونني أفادكم الله, فأنا الآن حينما أصلي بالليل يحصل عندي تنميل في جسمي وحينما بزيد أحس أن أحدا يدفعني إلى الإمام بصورة بطيئة لا تلاحظ وليست قوة وهذا كله عندما أكون بمفردي، وسؤالي: ما هو الحل؟ لأنام وأجلس بمفردي وأصلي بالليل وأتصرف كما كنت، فقد ضعف الدين عندي بسبب هذا الموضوع, وأحس أنني لولا هذه الحالة لكنت أفضل وكنت حفظت القرآن وقمت الليل ـ والحمد لله على كل شيء. ـوسؤال آخر: أريد أن أعرف ما هو الشيء الذي يمكن أن أكون قد أصبت به فأنا لم أصرع ولم أحلم بكوابيس وأحب أن أسمع القرآن وأقرأه ولا يحدث لي شيء حينما أستمع لآيات السحر مثلا؟. ثالثا: أنا أعزب وأرغب في الزواج، لأنني خائف جدا من الفتنة، لأنني، أعمل في محل مأكولات وتأتى إلينا نساء متبرجات بدرجة كبيرة، ولكن هذا الموضوع عائق أمامي، لأنني لو تزوجت فمن غير المعقول أن أكون خائفا أمام زوجتي ولا ينفع أن أوقظها من نومها لتجلس معي كما أفعل مع أمي وإخوتي وبالطبع لا يجوز أن أتزوج ولا أصارح الزوجة وأهلها بهذه الحالة ولو ذكرتها فمن المؤكد أنهم سيعترضون وسيكون معهم الحق لأنني كيف أحمي ابنتهم وأنا ـ أساسا ـ خائف طوال الوقت؟. رابعا: أنا كثير النسيان، فهل النسيان الكثير مع آلام في الظهر ومع الخوف والتنميل في الخلوة كل هذه أعراض مس؟. خامسا: سمعت في أحد البرامج حالة قريبة من حالتي فقال لها الشيخ إنه سحر، فهل عندي هذا السحر؟. ويا ليت الجواب يكون مباشرا ولا يكون بتحويلي إلى فتاوى أخرى، لأنني متأكد من أنه لا توجد حالة مثل حالتي. وآسف، لأنني أطلت عليكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعجل لك الشفاء التام.

وقد سبق أن بينا أعراض وعلامات المس والسحر والعين وكيفية العلاج منها بالرقية الشرعية والفرق بين الراقي الشرعي والمشعوذ في الفتاوى التالية أرقامها: 436400، 43100، 1210470، 679560، فنرجو أن تطلع عليها.

ومن أنفع ما يقي من المس ومن الشر كله: المحافظة على الصلوات مع الجماعة، وعلى أذكار الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة وعند النوم، وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة وقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة كل يوم، وعند دخول المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.

فمن دوام على هذه الأمور كانت له حرزا من الشيطان ومن كل شر ومكروه.

والذي تشعر به من الخوف، إنما هو من الشيطان ليصد العبد عن ذكر الله وعن الصلاة، قال تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {آل عمران:175}.

والصلاة هي سبب الأمن والطمأنينة وراحة البال، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، فلو أقبلت على صلاتك واشتغلت بها وأديتها على وجهها لحصلت لك بها قرة العين، ولزال عنك ما تجده من الخوف.

فإذا وجدت شيئا في صلاتك بعد ذلك فاستعذ بالله من الشيطان واتفل عن يسارك ثلاثا فسيذهب عنك ما تجد ـ إن شاء الله تعالى ـ ففي صحيح مسلم أن عثمان بن أبي العاص ـ رضي الله عنه ـ قال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.

والذي ننصحك به ـ بعد تقوى الله تعالى ـ هو المحافظة على هذه التوجيهات وممارسة حياتك بصورة طبيعية وعدم الاستسلام للخوف.

ولا مانع من الاستعانة بمن يرقي الرقية الشرعية مع الحذر من المشعوذين.

والله أعلم.