عنوان الفتوى : علاج تكرار الذنوب بعد التوبة منها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا أخوكم في الإسلام، أنقذوني قبل فوات الأوان، أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، أعزب، موظف محترم، أعاني منذ صغري من عدة عادات سيئة وأعمال قبيحة أقوم بها مثل زنا المحارم، والعادة السرية، وقد عزمت عدة مرات على التوبة النصوح، فأصلي وأنضبط في عبادتي، وبعدها بفترة قليلة أعود كما كنت في السابق، للعلم أنني عشت مرحلة الطفولة صعبة جدا في مجتمع متخلف وجاهل، أذكر أني قمت باللواط عدة مرات، وقد فعلوه علي مرتين من طرف أبناء العمومة، وأنا لا يتجاوز سني 10 سنوات، كما كنت أرى وأشاهد الزنا والخيانة في أوساط عائلتي وعائلات الأقارب وكنت لا أحتمله، كما أني كنت ولا زلت أقوم بالزنا مع قريبة لي قد تكون ابنة أختي وأنا خالها بحكم أنهم يقولون إنها رضعت من أختي الكبرى، وأزيدكم علما أني آتيها من الدبر وهي من تطلب مني ذلك، كما أني إلى الآن أمارس اللواط وأحب ممارسته بكثرة هو والعادة السرية، كما أني في رمضان هذا أنام على بطني، وأقوم بالتفكير بالشهوة وأتحرك على بطني حتى آتي بشهوتي ويخرج مني المني في نهار رمضان، فعلتها مرتين في رمضان هذا، وعدة مرات مع البنات أثناء تقبيلهن وتحضينهن حتى يخرج مني المني وأفرغه في سروالي، أمور كثيرة أقوم بها وأعلم أنها لا ترضي الله، بل هي من الكبائر، ولكن أنا أقوم بها ولا أدري لماذا؟ ساعدوني أرجوكم فأنا في ورطة وأريد حلاً لحياتي ولا أدري ماذا سأفعل؟ اسمحوا لي على هذا الكلام، فأنا وضعت كل ثقتي فيكم، فأنقذوني أنقذوني بكل وسيلة؟ أخوكم في الله الضائع.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى عليك- أيها السائل- أن ما تقوم به من هذه الأفعال إنما هو من كبائر الإثم والفواحش التي توجب غضب الله ولعنته، وقد بينا طرفاً من قبح هذه الأفعال في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 111123، 3970، 115724، 1869، 7170.

والواجب عليك أن تبتعد تماماً عن قريبتك هذه التي تمارس معها الفاحشة، وأن تقطع كل علاقة لك بها، فإن اضطررت إلى لقائها فاحرص على ألا تختلي بها، أو أن ترى شيئاً من زينتها، واعلم أن ما تعاني منه من عدم ثباتك على طريق التوبة يستوجب منك مراجعة علاقتك بربك ومدى قيامك بحقه سبحانه عليك، لأن مثل هذه المعاصي التي يبتلى بها المرء ويجد صعوبة في التخلص منها غالباً ما تكون بسبب تقصيره في أداء واجب أو مداومته على فعل محرم، فيكون من عقوبة ذلك أن يقع في هذه المعصية، وقد نص العلماء على أن ترك الواجبات من أسباب الابتلاء بالمعاصي وتسلط الشياطين، لقوله سبحانه: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. {الزخرف:36}، وقوله جل وعلا: ... فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. {المائدة:14}، ولا يمنعك رجوعك إلى فعل المعصية أن تبادر إلى التوبة مرة أخرى، ولو تكرر منك ذلك مرات ومرات، فإن الله غفور رحيم، يقبل التوبة من عبده وإن تكرر منه الذنب، لكن بشرط أن تكون التوبة صادقة، أما المستهتر بالتوبة بحيث يتوب بلسانه وقلبه مقيم على طلب المعصية، فهذا حري أن ترد عليه التوبة ولا تقبل منه.. وأكثر من ذكر الله سبحانه وإقامة الصلاة المفروضة والمندوبة، فإن الصلاة لها أثر كبير في نهي صاحبها عن مواقعة الفواحش، قال سبحانه: .. إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. {العنكبوت:45}.

جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) من أن تبقى معه معصية. انتهى.

 وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيراً، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره، فأتى حصناً حصيناً فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

 وأما حكم الاستمناء في نهار رمضان فقد بيناه في الفتويين: 10509،  68830.

وراجع الفتويين التاليتين: 72497، 96257 ففيهما نصائح نافعة لمن ابتلي بهذه الفواحش، والفتوى رقم: 6995 فإن بها نصائح لمن غلبته شهوته.

 وفي النهاية ننبهك على أن أقاربك هؤلاء المنهمكين في المعصية لهم عليك حق النصيحة والوعظ، فإن أصروا على ما هم فيه، فواجب عليك هجرهم خصوصاً مع ما ذكرت من تأثرك بهم وبأخلاقهم السيئة، وراجع في هجر الفاسق الفتوى رقم: 119581.

والله أعلم.