عنوان الفتوى : حكم اتخاذ الكذب وسيلة للدعوة إلى الله
لقد ألفت قصة لا وجود لها في الواقع، ويستحيل أن تحدث، وكتبت هذه القصة في منتديات لطائفة تدعي الإسلام وما هي بمسلمة، وقلت إن الشيخ فلان الفلاني قد قال هذه القصة على أنها حقيقية، وقد كان الغرض من هذا الفعل هو أن يردوا على هذا الموضوع ويصدقوه، وبعد ذلك أبين لهم أن هذه القصة ما هي إلا من نسج خيالي وأنكم تصدقون أي رواية بلا مصادر، وأنكم تصدقون الشيخ عندكم في أي شيء يقوله حتى لو كان كذبا وزورا، ومن المعروف أن شيوخهم يقصون عليهم الرواية الكاذبة بلا مصدر ولا إسناد ويصدقونهم، وأنا بفعلي هذا ما أردت إلا أن أبين لهم أنه ليس أي شيء يقوله إمامهم حقيقي، خاصة أنه يقول لهم بلا مصدر. هل فعلي هذا جائز؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على هداية الغير، ونسأل الله أن يزيدك حرصا ونشاطا في الدعوة إليه، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. {فصلت: 33}. إلا أن الدعوة لها آداب وضوابط، كما أن الأصل أن الغاية لا تبرر الوسيلة، وانظري الفتويين: 21363، 50387.
وفعلك المذكور في السؤال لا يجوز؛ لما فيه من اتخاذ الكذب وسيلة للدعوة إلى الله، مع عدم تعين الكذب وسيلة لذلك. وقد سبق الكلام على ذلك في الفتوى رقم: 111246. فراجعيها للأهمية.
والله أعلم.