عنوان الفتوى : موقف الأخ من أخيه إذا كان يؤذيه ويهدد بقتله

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

لي أخ من أبى أنا لا أداوم على الصلاة أما هو فلا يصلى بالمرة، أبى كتب بيتنا الذي نعيش فيه باسم أمي المطلقة منه والتي تعيش معي بالبيت، وأخي أيضا له شقة بنفس البيت وهذه هي الطامة الكبرى فأدخل أهل السوء إلى هذا الأخ أن هذا من تدبيري وأنى طامع بحقه، ولأنه جسد فيل ومخ أقل من العصفور ولا يفهم ولا يفكر إلا بالشر والوقيعة والخديعة والسرقة فقط لا غير ففعل بعض الأفعال لكي يأخذ نصف البيت بالقوة،أفعال لا تليق ورغم أنى أقسمت له أني سأعطيك ما تريد، وأمي أقسمت له أن يأخذ زيادة عن حقه في مقابل ألا يتفرج علينا الناس. أنا لا أكلمه سنين طوالا وحينما أصالحه يحاول جاهدا أن يوقع بي في مشاكل عديدة أو يوقع بيني وبين أبي الذي يحبني عنه كثيرا، وبلغ به الأمر مرة من المرات أن أمر زوجته بضرب أبيه بالحذاء ولبت هي الطلب وفي تلك الأيام كان يجمع الناس لي ويقول في ما لا يطاق وبلا رد مني، وكل يوم يهدد بقتلي وأن يذبحني مثل الدجاج ويخاف علي الجيران والأهل منه لأنه بالفعل إنسان يعلم عنه الجميع أنه بلا قلب ولا عقل، وكانوا يقيمون عنده خوفا أن يفعل بي شيئا، وأنا أخرج وأدخل أنا وأمي بحراستهم في أغلب الأيام، وفى بعض الأيام يتراضى هذا الأخ إن كان يجوز القول عنه أخ، أخرج وأدخل بحرية أيام ويعود لهذه الأفعال من جديد ربنا جعل أحد المعارف يقول لي إن الظفر لا يخرج من اللحم وإنى بمجرد أن أقف أمامه سينتهي كل شيء فهو يحبني ولن يؤذيني، وفي أحد الأيام وأنا خارج البيت أثار زوجتي بكلامه سوف أيتم لك أولادك، سأجعلك أرملة، سأذبحه أمامكم لابد من قطع رقبته بين أحضانك، فعندما عدت إلى البيت أغمي على زوجتي فطلبت سيارة لتنقلها إلى المستشفى وإلى أن جاءت السيارة كانت أمي قالت لي على ما حدث وأن هذا سبب إغمائها فابتسمت وقررت أن أرى آخر هذا البرنامج الذي سار يوميا عندي فركبت زوجتي السيارة والناس جميعا موجودون بالشارع وهو وحده داخل شقته فدخلت عليه وحدي في غفلة من الموجودين وقلت له بالحرف وأنا رافع يدي ليرى أنى لا أحمل له شيء أنا قدامك إن كنت تريد أن تقتلني فاقتلني، قال بالحرف: هذا ما الذي أريد من زمان ورفع قميصه وقد خبأ تحته سكين حاد وكبير وهجم بالفعل علي وأكرمني الله أن أفلت منه وتدخل أحد أعمامنا بيننا فأصيبت يده ومن يومها ونحن نشرف على سنتين إلى يومنا هذا لا أكلمه، وفي خلال هذه المدة يصدر منه ما يجعلني أكاد أجن، يوما يلاعب أولادي وأياما يسب لهم بالدين وأقبح الشتائم، لي عنده بعض المال الوفير أنكره وجعلني مديونا له وعمه قال له حرام عليك الفلوس دفعها لك لتخرج من السجن فتنكرها قال هذا ما عندي هو معتمد على قوته البدنية وأنه يفعل ما يشاء ولن يقدر عليه أحد، وأنا أقسم بالله أعامل الله فقط وأخاف أن أقف أمامه لقول النبي القاتل والمقتول في النار. فأعلموني يا أولى العلم هل عليه ذنب بسبب الخصام هذا؟ هل لو مرة لم أتحمل وقمت بعراك معه ما هو الوضع الديني لي سواء قاتل أو مقتول؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأول ما ننصحك به هو المحافظة على الصلاة فلا شكّ أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظَّ في الإسلام لمن تركها، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولمعرفة ما يعينك على المحافظة عليها راجع الفتوى رقم: 3830.

وإذا كان أخوك تاركاً للصلاة فلا عجب أن تصدر منه هذه الأفعال فإنّ من ضيّع حقّ الله فهو لحقّ غيره أضيع.

أمّا عن مقاطعتك له فإن كان ذلك لما يلحقك من ضرر منه فلا حرج عليك  في المقاطعة.

 قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.

وأمّا عن حكم مقاتلتك له، فلا يجوز لك ابتداء مقاتلته لكن إذا قاتلك فدفعت عن نفسك فلا حرج عليك ويدفع بالأخف فالأخف ومن ذلك الفرار منه ولو لم يندفع إلّا بقتله فقتله هدر، فعنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِى؟ قَالَ: فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ . قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِى؟ قَالَ: قَاتِلْهُ. قَالَ :أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِى؟ قَالَ: فَأَنْتَ شَهِيدٌ. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِى النَّارِ. رواه مسلم.

 وينبغي أن تداوم  على نصحه بالكلمة الطيبة ما استطعت، وتستعين بأهل الخير ليناصحوه ويأخذوا بيده إلى طريق الهداية والصلاح .

والله أعلم.