عنوان الفتوى : حكم رطوبة الفرج والفرق بينها وبين المني
أنا غفوت بعد صلاة العصر لفترة من الوقت ـ تقريبا ساعة إلا ربعاـ وبعد ذلك رأيت ماء واشتبه علي، هل هو مني أم غير ذلك؟ وهل يُعتبر احتلاما؟ مع أن الوقت الذي غفوت فيه كان قصيراً، وقد كان الماء يسيرا جدا ًنقطة واحدة وغليظة ولونه بين الأبيض والأصفر، علماً بأن لدي إفرازات كثيرة ومستمرة وهذا يُشكل علي كثيراً فلم أعد أميز بين ما يوجب الغسل، وبين ما لا يجب منه الغسل؟ علما بأنني لم أغتسل وأتممت صيامي، فهل علي شيء في ذلك؟ وأنا أشكو من الوسواس القهري، وكثيرا ما أغتسل عند رؤية الماء وهذا أرهقني كثيرا وأتعب نفسيتي، خاصةً وأن لدي إفرازات كثيرة فلم أعد أفرق بين نزول الماء لشهوة، أو بدون شهوة، أواحتلام. أرجو التوجيه في ذلك.أفيدوني جزيتم خيرا، والرجاء سرعة الرد للأهمية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت مصابة بالوسواس، فالذي ننصحك به أيتها الأخت الفاضلة هو أن تعرضي عن هذه الوساوس فلا تلتفتي إليها، بل ألقيها وراء ظهرك فإن استرسالك مع الوساوس من أعظم ما يجلب عليك الضرر في دينك ودنياك،وانظري الفتوى رقم: 51601.
فإذا شككت في خروج المني الموجب للغسل ولم يحصل لك اليقين الجازم بخروجه فلا تلتفتي إلى هذا الشك واعملي بالأصل وهو أنه لا يجب عليك الغسل، وبهذا تستريحين من هذا العناء، نسأل الله لك العافية وانظري الفتوى رقم: 69561.
هذا والظاهر أن ما يخرج منك هو إفرازات عادية وليس بمني، فقد نص العلماء على أن مني المرأة رقيق أصفر يخرج بلذة ورائحته كرائحة طلع النخل، قال النووي في شرح صحيح مسلم: وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق، وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان يعرف بهما، إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه وفتورشهوتها عقب خروجه. انتهى.
ولمعرفة الفرق بين المني وغيره من الإفرازات كالمذي أو رطوبات الفرج، راجعي الفتويين رقم: 13523ورقم: 45075، وأما هذه الإفرازات الكثيرة التي ذكرتها فهي المعروفة برطوبات الفرج وهي طاهرة على الراجح، ولكنها ناقضة للوضوء، وللمبتلاة بسلس هذه الإفرازات حكم المستحاضة وصاحب السلس فتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بوضوئها ذاك الفرض وما شاءت من النوافل ولمعرفة أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها راجعي الفتوى رقم: 110928.
وبما بيناه لك تعلمين أنه لا غسل عليك حتى تتيقني خروج المني، وأما صيامك فصحيح بكل حال.
والله أعلم.