عنوان الفتوى : التوسل إلى الله بذمة الإسلام وقول الداعي ياسيدي ويا مولاي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سمعت أحد الأشخاص فى التلفزيون يدعو بهذا الدعاء: اللهم بذمة الاسلام نتوسل إليك، اللهم بحبنا لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نتوسل إليك، فهل يجب أن يقتصر الدعاء على يا الله، أو يارب؟ أم يصح يا سيدى، أويا مولاي؟ لأنه من الممكن أن يقصد بسيدنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأن مولانا أحيانا عندنا ينادى بها إمام المسجد.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

1ـ جاء في لسان العرب: والذِّمَّة: العهد والكَفالةُ وجمعها ذِمامٌ، وفلان له ذِمَّة أي: حق.

 وفي حديث عليّ ـ كرم الله وجهه ـ ذِمَّتي: رَهِينُه وأَنا به زعيم.

 أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به.

وعلى ذلك فإن كان مقصود الداعي أن يتوسل إلى الله بحق الإسلام، أي بحق اتباعه للإسلام وبما وعد الله به المتبعين لهذا الدين وضمنه لهم من إثابتهم على ذلك وإدخالهم الجنة، فهذا لا حرج فيه وهو من أقسام التوسل المشروع، فإن التوسل إلى الله باتباع الإسلام إنما هو توسل بعمل صالح، وكذلك توسل المتبع للإسلام بحقه عند الله، إنما هو توسل إلى الله بصفاته، وهي هنا ما كتبه الله على نفسه تفضلا وتكرما من الرحمة والعفو والمغفرة، وكذلك توسل الداعي بحبه لمحمد صلى الله عليه وسلم مشروع، لدخوله أيضا في التوسل بالعمل الصالح، فإن محبته عليه الصلاة والسلام من أفضل أعمال القلوب.

وقد سبق بيان أقسام التوسل في الفتويين رقم: 16690، ورقم: 28845.

2- لا بأس بقول الداعي: يا سيدي أو يا مولاي، ينوي بذلك دعاء الله عز وجل، لأن السيد من صفات الله تعالى كما ثبت في الحديث: السيد الله. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.

كما قد وصف نفسه بأنه مولى المؤمنين، فقال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا {محمد:11}.

 وقال سبحانه: والله مولاكم{التحريم:2}.

ولا يضر كون تلك الصفات مما قد يطلق على المخلوق، ما دام الداعي ينوي بها دعاء الله سبحانه، كشأن كثير من الصفات التي تطلق على الخالق وعلى المخلوق، مثل: كريم، وقوي، وكبير، وغيرها.

والله أعلم.