عنوان الفتوى : ضربك لزوجتك غير جائز لأمرين

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا تزوجت منذ 3 سنوات تقريباً و كنت أنا و زوجتي متحابين لأقصى درجة، و لكن زوجتي و أمي غير متفقتين من أيام الخطوبة ـ و حتى بعد الزواج ـ و كنت أتحمل الكثير من خلافاتهم و كانتا دائماً لا تكلمان بعضهما، علما ً بأنني أسكن في نفس البيت مع أمي و لكن أمي تعيش أسفل مني بطابقين، المهم و صل الأمر إلى الكره الصريح و أصبحت أمي و زوجتي تتصيدان الأخطاء لبعضهما حتى أصبحت حياتي جحيماً، فزوجتي بها خصال جيدة فهي مجلببة ومحافظة على صلاتها و تحاول حفظ القرآن، و أمي كذلك و كلتاهما معهما شهادة جامعية أي أنهما ليستا جاهلتين، ووصل الأمر بالأمس أن زوجتي سبت أمي صراحة أمامي بنعوت في غاية القذارة و سمعتها أمي و أختي من النافذة فثرت و ضربت زوجتي ضرباً مبرحاً و طلقتها وأنا في ثورة غضبي، و قمت بطردها من المنزل إلى بيت أمها، وقبل أن تنصرف بكت واعتذرت وأقرت بخطئها و قالت لي إنها مستعدة لتقبيل قدمي أمي إرضاء لها ولكن لا أتركها ترحل أو ننفصل، فكدت من شدة حبي لها أن أحن إليها فبيني و بينها عشرة و مودة و لكني تمالكت نفسي و أصررت على قراري وعلى رحيلها و ساندتني في هذا أمي و أختي حتى رحلت إلى بيت أمها و بعدها صعدت إلى شقتي و كلما نظرت إلى ركن أو إلى قطعة ملابس خاصة بزوجتي أبكي وأشعر بمدى فراغ البيت بعد رحيلها، مع أنه لم تمر 12 ساعة على رحيلها، فماذا أفعل؟ هل أسير في خطوات الطلاق؟ أم أبحث عن ترضية لأمي؟ وإن كانت الترضية فأي ترضية تعادل سبها لأمي في عرضها؟ أسألكم بالله أن تثلجوا صدري بردكم الكريم، لأنني متمزق للغاية بين حق أمي و برها ومعروفها، لأنها هي التي ربتني وعلمتني، لأن والداي منفصلان منذ 25 ستة، وبين حبي لزوجتي، لأنها أول أمرأة أمسها في حياتي و كنت أكن لها كل الحب و المودة و بيننا عشرة وألفة. أفيدوني.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شكّ أنّ ما قامت به زوجتك من سبّ أمّك هو خطأ كبير وسلوك مشين ؛ لكنّ ذلك لا يستدعي بالضرورة طلاقها ولا سيمّا وقد ذكرت أنّ فيها خصالاً طيبة، فقد أرشد الله الزوج إلى سبيل إصلاح زوجته، بقوله: وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا  {النساء:34}.

واعلم أنّ ضربك لزوجتك غير جائز لأمرين، الأول: أنه ضرب غير مأذون فيه لسببه إذ أن الزوج ليس له أن يضرب زوجته إذا شتمت غيره، كما قرر ذلك الفقهاء فقد صرح فقهاء الشافعية بأن له أن يؤدبها إذا شتمته بخلاف ما لو شتمت أجبنيا.

الثاني: أنه ضرب غير مأذون فيه لوصفه، فالشارع لم يأذن بالضرب المبرح بل أذن بضرب غير مبرح، فإنّ الضرب المأذون به هو الضرب غير المبرّح، ففي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ.

وعليه؛ فإن عليك أن تتوب إلى الله تعالى وتستمسح هذه المرأة من ظلمك لها بالضرب المذكور.

والذي ننصحك به أن ترجع زوجتك إليك و تسترضي أمّك، وعلى زوجتك أن تعتذر لأمّك وتستسمحها، ويمكنكم الاستعانة في الإصلاح بينهما ببعض الصلحاء من الأقارب، وعليك أن تجتهد في برّ أمّك والإحسان إليها وتتعامل بحكمة مع زوجتك وتبيّن لها أنّ من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، وأنّ ذلك من حسن الخلق الذي يثقّل الموازين يوم القيامة، كما أنه مما يزيد من محبة الزوج واحترامه لزوجته، وأنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، وعليك بكثرة الدعاء فإنّ الله قريب مجيب.

والله أعلم.

 

أسئلة متعلقة أخري
زوجها مدمن على رؤية الأفلام الإباحية.. المشكلة.. والعلاج
علاج من ترفض معاشرة زوجها بعد أن توظفت
كيفية علاج الزوجة التي تقدم طاعة أمها على طاعة زوجها
علاج من كذبت على زوجها بشأن الدراسة وتتهاون أحيانا في الصلاة
الابتلاء بزوجة سيئة هل يدل على غضب الله على الزوج؟
حصول خلاف بين الزوجة ووالد الزوج ليس مسوّغًا لطلب الطلاق
سبل التعامل مع من لا تطيع زوجها ولا تصلي
زوجها مدمن على رؤية الأفلام الإباحية.. المشكلة.. والعلاج
علاج من ترفض معاشرة زوجها بعد أن توظفت
كيفية علاج الزوجة التي تقدم طاعة أمها على طاعة زوجها
علاج من كذبت على زوجها بشأن الدراسة وتتهاون أحيانا في الصلاة
الابتلاء بزوجة سيئة هل يدل على غضب الله على الزوج؟
حصول خلاف بين الزوجة ووالد الزوج ليس مسوّغًا لطلب الطلاق
سبل التعامل مع من لا تطيع زوجها ولا تصلي