عنوان الفتوى : اختلاف الجنسية ليس مانعا شرعيا من الزواج

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا أعرف شخصا من فترة طويلة، ونحن من جنسية مختلفة، وعدني بالزواج وفعلا كلم أهله في الموضوع، ولكنه لقي رفضا شديدا بحجة أنني لست من نفس جنسيته، وأنه يحتمل حدوث مشاكل بعد الزواج، علما أنني فتاة محترمة وعلى دين وخلق جيد، والحمد لله، ومن عائلة طيبة. من فترة بسيطة تمت مقابلتي بأمه وأخته قصد التعرف علي، ولقيت ترحيبا منهما، ولكن لم يفاتحوني أبدا في موضوع الزواج. سررت بمقابلتهما وتمنيت أن أكون فردا منهم. بعد ذلك اليوم أخبرني هو أن أمه لم تعطه أي رأي مع أنني لاحظت أنه كان هناك نوع من التقبل حين قابلتها، علما أنها كانت تعارض بشدة زواجه مني. والآن طلب مني أن أنتظر إلى حين رجوع والده من السفر إن شاء الله لكي نعرف مصير علاقتنا ويكون الرد النهائي، أنا خائفة جدا ومتوترة، أنا أعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، ولكن أنا في حيرة من أمري، أخاف أن يكون تراجع واقتنع بأمر والديه ولا يريدني. وما حكم الشرع في زواجه مني من دوني رضى والديه؛ لأنه يعتبره عقوقا ويخاف كثيرا؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا أن مثل هذه العلاقات بين المرأة والرجل الأجنبي علاقات محرمة، وأنها باب من أبواب الفتن وذريعة إلى فساد الدين والخلق جميعا. وراجعي في ذك الفتاوى التالية  أرقامها: 121866،  121135، 3672 .

فعليك بالتوبة إلى الله سبحانه وقطع علاقتك بهذا الرجل قبل أن يستدرجكما الشيطان إلى تعدي حدود الله وانتهاك حرماته، وبعدها ستقعدين أنت بحسرة الذنب والخسارة، وسيكون هذا الرجل أول من يزهد فيك ويرغب عنك.

أما بخصوص منع والديه له من هذا الزواج لمجرد اختلاف الجنسية فهذا غير جائز، لأن اختلاف الجنسيات والعادات والأعراف ونحو ذلك ليس مانعا من التزاوج بين المسلمين كما بيناه في الفتوى رقم: 65570.

ولكن ما دام والداه أو أحدهما يعارضه في الزواج منك، فالواجب عليه أن يستجيب لهما لأن طاعتهما واجبة، إلا إذا خشي على نفسه وقوع ضرر محقق عليه في دينه أو دنياه بسبب ترك هذا الزواج، فحينئذ له أن يتزوجك ولو بغير رضاهما، وعليه أن يبذل جهده بعد ذلك في استرضائهما بكل سبيل.

وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 111785.

وفي النهاية ننصحك بتقوى الله سبحانه والرضا بقضائه والتسليم له في كل الأمور، فاختياره لعبده خير من اختيار العبد لنفسه، ولكن العبد لفرط جهله وعجلته يتمنى حدوث ما يحب ويرجو، وربما كان فيه عطبه وهلاكه. وراجعي الفتوى رقم: 106294.

والله أعلم.