عنوان الفتوى : المقصود بالمد في حديث: يمد صوته ببسم الله الرحمن الرحيم
ورد في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمد صوته ببسم الله الرحمن الرحيم. يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المد يراد به رفع الصوت، ويحتمل أن يراد به المد الطبيعي، ولا يراد به إطالة المد المعروفة عند القراء، لأن الإطالة عن المد الطبيعي سببها الهمز والسكون، ولا يوجد هنا واحد منها إلا في الرحيم عند الوقف عليها.
وقد اتفق على هذا القراء العشرة، كما يفيده كلام الشاطبي والجزري، وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف بسند صحيح عن قتادة قال: سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال يمد بها صوته مدا.
وفي تفسير حقي عند قوله تعالى: أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {المزمل:4} أن المراد قراءته بترسل وتؤده دون هذرمة، ثم قال كانت قراءته عليه السلام مدا يمد بسم الله، ويمد الرحمن. وأما الأخير فمده عارض بالسكون فيجوز فيه ثلاثة أوجه ... انتهى.
وقال الملا علي القاري في شرح المشكاة: المراد أنه كان يمد ما كان في كلامه من حروف المد بالقدر المعروف وبالشرط المعلوم ... ثم ذكر أحكام المد عند القراء، ثم قال يمد ببسم الله أي في ألف الجلالة مدا أصليا قدر ألف، ويمد بالرحمن أي في ألفه كذلك، ويمد في الرحيم أي في يائه مدا أصليا أو عارضا فإنه يجوز في نحوه حالة الوقف ثلاثة أوجه...انتهى.
والله أعلم.