عنوان الفتوى : حكم ترك صلاة الجماعة بسبب انعدام الأمن
أداوم على أداء صلاة العشاء في المسجد لما فيها من الخير الكثير، لكني أسمع أذان الفجر وأصليها في البيت وأعجز عن الذهاب للمسجد لأصلي صلاة الفجر في جماعة وذلك للأوضاع الأمنية المتردية في العراق بسبب الاحتلال. فهل يكتب لي أجر صلاة الفجر في الجماعة؟بحسب القولة: إنما الاعمال بالنيات؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه أولا إلى أن: إنما الأعمال بالنيات. ليست مجرد مقولة وإنما هي حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما.
وفي خصوص موضوع سؤالك فلا حرج عليك في التخلف عن صلاة الفجر لما ذكرته من عدم وجود الأمن، وقد نص الفقهاء على أن الخوف على النفس سبب يبيح لصاحبه التخلف عن صلاة الجماعة.
قال صاحب الروض في الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة: أو كان يخاف على نفسه من ضرر كسبع أو من سلطان يأخذه. انتهى. ويعني سلطانا ظالما.
ونرجو من الله تعالى أن يكتب لك أجر الجماعة، وقد دلت السنة على أن الإنسان يؤجر على ما اعتاده من الخير إذا عجز عن فعله كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. رواه البخاري وأحمد.
قال الحافظ في الفتح عند شرحه لهذا الحديث: وقال السبكي الكبير في الحلبيات: من كانت عادته أن يصلي جماعة فتعذر فانفرد كتب له ثواب الجماعة. انتهى.
هذا إن تعذر إقامة الجماعة في البيت، أما إن أمكنك ذلك فاحرص عليه فالجماعة واجبة ولو في غير المسجد.
والله أعلم.