عنوان الفتوى : رتبة حديث: من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي ثم يقبضه
أود أن أعرف مدى صحة ما يسمى بوصية أبي هريرة والتي فيها: قال رسـول الله صلـى الله عليه وسلـم: يا أبـا هريـرة افـرش عبـاءتك تحتـي حتى أرقـد عليها، ثـم أوصيـك بوصيـة أجمـع لـكَ...الخ. ما مدى صحتها وأين أجد تخريجها؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على الوصية المذكورة، ولكن صح عنه رضي الله عنه كما في مسند الإمام أحمد وله أصل في الموطأ والصحيحين أنه قال: إنكم تقولون أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والله الموعد، إنكم تقولون ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث، وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وإن أصاحبي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها، وإني كنت امرأ معتكفا وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما فقال: من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فإنه ليس ينسى شيئا سمعه مني أبدا. فبسطت ثوبي أو قال نمرتي ثم قبضته إلي، فو الله ما نسيت شيئا سمعته منه، وأيم الله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا، ثم تلا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ.
والله أعلم.