عنوان الفتوى : الحلف على الكذب قبل البلوغ وبعده

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

حلفت بالمصحف أني لم أفعل هذا وأن ينقلب الحلف على عيني إذا كنت كاذبة، ولكن بالفعل أنا فعلت هذا الشيء، كنت صغيرة لم أدر معناه الآن أحس أني أفقد عيني ما كفارة ذلك؟ وهل إذا قمت به رد إلي بصري؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكذب محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، وإذا أكد بالحلف على المصحف كان أعظم إثماً وأشد قبحاً، ولذلك فالواجب على المسلم اجتناب الكذب إذ لا يجوز اللجوء إليه إلا لضرورة أو حاجة تنزل منزلتها، وبشرط ألا يترتب عليه ضرر على آخرين، فلا يجوز لأحد أن يرفع عن نفسه ضرراً بضرر يوقع غيره فيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.

وإذا كان ما جرى لك من الحلف على المصحف بعد بلوغك، فإن عليك أن تبادري بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وتكثري من أعمال الخير، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.. وإذا أخرجت كفارة يمين عن هذه اليمين -خروجاً من الخلاف في وجوب الكفارة في يمين الغموس- فإن ذلك أحوط فقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب كفارة فيها، وانظري لذلك الفتوى رقم: 50626 وما أحيل عليه فيها.

أما إذا كنت في ذلك الوقت صغيرة ولم تبلغي سن التكليف، فإن القلم مرفوع عنك ولا يلزمك شيء؛ لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن الصغير حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المصاب حتى يكشف عنه. رواه أحمد وغيره.. وإذا استطعت أن تعملي شيئاً من أعمال البر والخير فلا شك أن ذلك أفضل، هذا ونسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعاً، وأن يرد عليك بصرك؛ إنه سميع مجيب.

هذا ومما يجدر التنبه له أنه إذا كان حلفك قد ترتب عليه ضرر بالغير بدنياً كان أو مالياً فإن عليك أن تستحلي من ترتب عليه الضرر أو تردي إليه قيمة ضرره، إن كان مالياً، ولو قدر أنه مات فادفعي المال إلى ورثته.

والله أعلم.