عنوان الفتوى : زوجها لا يعدل بينها وبين زوجته الأولى ويقسو على الأولاد

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا امرأة متزوجة من عدة سنوات، ولكنى أعاني من أشياء تصعب على أي زوجة أن تواجهها وهى: أن زوجي يحب تعدد الزوجات من أجل الجنس، ومع ذلك فإنه لا يراعي مشاعري وقاسيت معه كثيرا، وأنا لم أكن الزوجة الوحيدة في حياته، وبالرغم من أني قبلت أن أكون الزوجة الثانية وتحملت كل العناء والتعب من هذا القرار الذي أخذته عندما رضيت أن أكون زوجة ثانية، ولكن زوجة مقهورة ومجروحة، لم يكن لها حق في شيء سوى المآكل والملبس وأرى بعيني الفرق الشاسع في المعاملة وعدم العدل بيننا، وهذا لأني غريبة والزوجة الأولى ابنة عمه ومن بلده، وأنا في حكم الغريبة، وأعامل معاملة تسببت لي في مرض نفسي وجسدي، ولكنى عندما أردت أن أنفصل لم يكن لي الحق في ذلك، لأنه سوف يحرمني من أولادي، وجميع حقوقي ويجعلني في الشارع، وينتقم مني شر الانتقام، وهذا من أجل غروره ولكن أنا أتحمل هذا من أجل أولادي وأنتظرهم أن يكبروا لأني لا أستطيع أن أتركهم مع أب قاس وهم صغار ويحتاجوا للحنان والعطف، وهو لا توجد عنده هذه المشاعر . ومرت السنوات وأنا في عناء مع زوج لا يعرف عن الحياة الزوجية سوى الجنس وينفق علينا فقط، وبالرغم أنه يصلى ويصوم لكن أرى أن هذا لا ينهاه عن هذه المعاملة، وكل مشكلتي أني أريد الحياة الكريمة مع زوج يخاف الله في، ولكن هذا لم يحدث من أجل أبنائى. ولكن بعد هذه المعاناة أجد هذا الشخص الذي يعرف كل شي عنى وعن هذه الحياة التعيسة التي لو أردت الكلام عن مدى ظلمها وصعوبتها لطال الموضوع، وهو أحد أقربائي، وهو يتمنى أن يعوضني عن هذه المتاعب، ولكن أنا وهو نريد ذلك في طاعة الله، وهو يريد الزواج منى وأنا أيضا، ولكن هذا صعب الآن لأني انتظر مع هذا الزوج من أجل أبنائي حتى يكبروا ويعتمدوا على أنفسهم، ولكن هذا الشخص يهون علي المتاعب والعناء والمصاعب والقسوة التي أعاني منها في هذه الحياة التي أرهقتني جسديا ونفسيا، لكن أنا أعلم أن هذا حرام أي أن أفعل ذلك وأنا مازلت على ذمة زوج، لكن أنا وهذا الشخص عاهدنا الله أننا لن نفعل معصية ونتمسك بهذا، ونحاول أن نتقرب من الله ونقوى بعضنا على الطاعة، ولكن هذا كله وهو يعلم أنه سوف يصبر سنوات من أجل أن يتحقق هذا الحلم الذي نتمناه من أجل الراحة بعد العناء، وهو مشفق علي لأنه يعلم ما أنا فيه، ونحرص دائما أن لا نغضب الله، وإذا حدث بيننا كلام لا يخرج نطاق

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلاقتك أيتها السائلة بهذا الرجل الأحنبي علاقة محرمة يجب عليك قطعها فورا والتوبة إلى الله جل وعلا مما كان منها, ولا يبرر هذا كونكما تتعاونان على البر والتقوى ويساعد أحدكما الآخر على طاعة الله – كما زعمت -  فهذا والله من كيد الشيطان ومكره بكما وكيف يحصل التعاون على الطاعة والبر ومجرد هذه العلاقة إثم وعدوان لا يختلف في منعه وتحريمه, وقد ذكرت أيتها السائلة في ثنايا سؤالك أنك عاهدت الله مع هذا الشخص ألا تفعلا ما يغضب الله وهذا إلزام فوق الإلزام, لأن العهد يجب  الوفاء به.

 قال تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا {الإسراء : 34}

ولا يمكن الوفاء بهذا العهد إلا بقطع هذه العلاقة تماما لأنها مما يغضب الله ويسخطه. أما ما يحصل من زوجك من أذى لك وإضرار بك حتى أصابك من جراء هذا ما أصابك من المرض البدني والنفسي فهو حرام, ومخالفة صريحة لأوامر الله ووصايا رسوله بالنساء, إضافة إلى ما فيه من الظلم والبغي ولا يخفى ما جاء من وعيد للبغاة الظالمين.

وإنا لننصحك أن تقفي مع زوجك وقفة هادئة تذكريه فيها بالله وتستثيري فيه كوامن الدين والخلق, وتعلميه بما أصابك من ضرر جراء إساءته وتفريطه وتطالبيه أن يتقي الله فيك وأن يوفيك حقوقك ومن أعظمها العدل بينك وبين زوجته الأولى فإن العدل بين الزوجات واجب متحتم على الرجل لا يسعه تركه كما سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 31514 .

عسى الله أن يصلح من أحواله ويغير من أخلاقه, فإن أبى إلا التمادي في ظلمه فعند ذلك يحق لك طلب الطلاق منه , لأنه لا ضرر ولا ضرار كما قضى بذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإن طلقك فلك الحق في حضانة الأولاد حتى يبلغوا سن السابعة ما لم تتزوجي وكذا لك الحق في جميع حقوقك التي كفلها لك الشرع ويمكنك أن تستوفيها كاملة عن طريق القضاء الشرعي، وإن أردت الصبر على أذاه تقديما لمصلحة الأولاد على مصلحة نفسك فنرجو أن يثيبك الله على هذا أعظم المثوبة.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
بقاء المرأة مع الزوج الذي تزوّج عليها وهجرها وتشك أنه مسحور
رفض الزوجة أن يستقبل زوجها أولاده في بيتها
النفرة من الزوج بسبب عدم الاهتمام بالمظهر وتخيل رجل آخر
إساءة معاملة المرأة زوجها لسوء معاملته لها
حكم طرد الزوج من البيت للهوه وعدم اهتمامه
الترغيب في التوسعة على الزوجة وإكرامها
الواجب على الزوج عند إصابة إحدى الزوجات بمرض معدٍ ينتقل بالجماع
بقاء المرأة مع الزوج الذي تزوّج عليها وهجرها وتشك أنه مسحور
رفض الزوجة أن يستقبل زوجها أولاده في بيتها
النفرة من الزوج بسبب عدم الاهتمام بالمظهر وتخيل رجل آخر
إساءة معاملة المرأة زوجها لسوء معاملته لها
حكم طرد الزوج من البيت للهوه وعدم اهتمامه
الترغيب في التوسعة على الزوجة وإكرامها
الواجب على الزوج عند إصابة إحدى الزوجات بمرض معدٍ ينتقل بالجماع