عنوان الفتوى : تطهر اليد بطهارة الموضع الذي أزيلت منه النجاسة
أولا أحيي المشرفين على هذا الموقع الإسلامي والذي بفضله تمكنت من القضاء على عدة وساوس كنت أعاني منها ومن بينها مشكلة الشك في خروج الريح . الحمد لله أني تمكنت من القضاء على هذا الوسواس. لدي مشكلة تسيطر على نفسي كل ساعة ودقيقة وتكاد تدمر حياتي. هو أني في إحدى الأيام استنجيت فغسلت الجهة اليمنى والوسطى للدبر حتى زالت النجاسة بعدها انتقلت لأغسل الجهة اليسرى (بما في ذلك مكان النجاسة الذي كنت قد غسلته) فغسلتها المرة الأولى ولكن في المرة الثانية غسلتها بيدي ووضعت يدي في ملابسي دون أن أغسل يدي بالماء، سؤالي هو هل تلك الملابس نجسة . وإذا كانت نجسة فأخي لبس تلك الملابس بعدي وأعلم أنه يصلي فهل أنا مسؤول عن بطلان صلاته وهل علي أن أخبره بذلك لأن في ذلك نوعا من الحياء. أفتوني جزاكم الله خيرا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي عافاك من بعض أعراض الوسوسة، ولكن اعلم بارك الله فيك أن الوسوسة داءٌ خبيث كلما عولج من جهة نبت من جهة أخرى، فلا بُد من علاجه علاجاً جذرياً باقتلاعه وعدم الالتفات إليه، والإعراض عنه إعراضاً تاماً، وما ذكرته يبدو أنه عرضٌ من أعراض الوسوسة فلا نرى داعياً لأن تُقلق نفسك هذا القلق، فإن الأصلَ أن يدك لم تكن نجسة حين مسست بها ثيابك، وإذا كانت مشكوكاً في نجاستها فإن الأصل طرح الشك وإهماله وعدم العمل به خاصةً في حالتك.
ولا يلزمك أن تُخبر أخاك بشيء لأن الأصل في ثيابه أنها طاهرة، ولست مسؤولاً عن بطلان صلاته لأنها غير باطلة، وقد بينا ما يجبُ فعله في النجاسة المشكوكِ فيها في الفتوى رقم: 47661، والفتوى رقم: 103751، وبينا أن الماء المنفصل عن محل الاستنجاء الأصل طهارته، وذلك في الفتوى رقم: 101465.
فإن أردت الاحتياط ونصحت أخاك بنضح الموضع المشكوك في نجاسته من هذه الثياب فلا بأس، والذي نرى لك أن تعرض عن هذه الوساوس جملةً وتفصيلا فلا تدعها تتمكن من قلبك، فكلما عالجت صورةً منها تجددت على صورة أخرى.
والله أعلم.