عنوان الفتوى : الإقدام على الزواج والسعي في علاج مس الجن

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بدأت حالتي منذ 8 سنوات، كانت صديقتي في الثانوية مصابة بمس، وكنت إذا حضر الجني آخذها بعيدا عن القسم، وكان ينطق على لسانها، وقال مرة أنا عجوز أخرجوني، وأقول له أخرج فيرد إني لا أستطيع، وكانت تحكي فصولا من معاناتها لي، مرات أخاف ومرات أتشجع، وأصيبت صديقة أخرى لي بمس فصدمت وظننت أنني أنا أيضا أصبت. فشككت مرة فقرأت أول الصافات، فأحسست بدوار فجزمت أنني مصابة وبت بشر ليلة، فكنت أعاني وخصوصا عند النوم. لا أنام أبدا في الظلام ولا أبقى وحدي أخاف، إلى أن ذهبت إلى راق وقال أني غير مصابة وبدأت أخف قليلا إلى امتحانات الباكالوريا أين كنت أراجع الدروس وبعد صلاة الفجر أحس بنعاس شديد لا أقوى معه على المقاومة، وإذا استسلمت إلى النوم أحسست أن أحدا يخنقني، فأحاول الاستنجاد لكن عبثا حاولت لأنني لا أستطيع الصراخ ، وأحس أيضا أني مكبلة بل في بعض الأحايين أقاوم إلى الثامنة صباحا وأكون جالسة على فراشي، أقرأ فأشعر بشيء كالوقع على الأقدام آت إلي ثم أغفو وأكبل ولا أستطيع الصراخ فأحاول أقرأ الله أكبر فأنطقها متقطعة وبمشقة وعناء كبير، فتذهب عني بل مرة أكون في شبه يقظة، فرأيت شكل هذا الشيء، فكان يشبه القرد، لكنه أبشع وتكررت معي هذه الحالة بشكل يومي حتى صرت أترك صلاة الفجر لا أصليها في وقتها خوفا من تكرر المأساة، بل هذا الأمر تكرر معي حتى في رمضان، فكنت أمشي وأقرأ القرآن بعد الفجر، فكنت أحس بأحد يغمض عيني لأنني إذا نمت جاءني ذلك الشيء الذي لا أعرفه فيضغط علي بل أحسست أنني ضربت ضربا مبرحا لأنني استيقظت وأنا متألمة في كثير من أنحاء جسمي، بل وصل بي الأمر إلى أن صار يأتيني في فترة القيلولة، ومرة نمت في الليل، وكان والداي غائبين فصحوت أبكي بكاء شديدا فدخلت أمي، وصارت تنظر إلي ثم انقلبت حالتي إلى ضحك بصوت عال، وكل ذلك خارج عن سيطرتي، ولكني كنت واعية ومستيقظة، ولكن شفيت من هذه الحالة والحمد لله، ولا تأتيني إلا نادرا وتزوجت وفي الليلة الذي دخل فيها بي أحسست بانقباض في فرجي ظننته عاديا وأنه شيء طبيعي ومن الحياء، لكن تطور الأمر إلى أني لا أحس به أبدا عند المباضعة، بل لا يأتيني ما يأتي النساء من ميل أثناء اللقاء، وفي كل مرة أغيب فيها عن البيت ويأتي بي في الطريق أحس بالانقباض، وأخبرته بذلك فجلب لي السدر واغتسلت به وشربت منه، ولكن لا جديد وبل العكس كنت أحتلم كثيرا وأحس بذلك الذي فقدته عند اليقظة. وكل مرة أرى رجالا ونساء يباضعونني وأنا أكون في قمة النشوة، بل أرى حتى الكلب أكرمكم الله يفعل بي ذلك، ولا أرى البلل في ثيابي إلا مرة واحدة، فبدأ صبر زوجي ينفد لعدم تجاوبي معه، وكلما تخاصمنا في أمور جانبية يذكر يعيّرني بأني باردة، وطلقت منه لأنه كلما تشاجرنا طلقني إلى أن صارت 3طلقات، فذهبت إلى بيت أهلي وأنجبت منه طفلا، ثم تزوجت مرة أخرى برجل معدد وزوجته لا تنجب مكثت عنده 10أشهر، كلها نكد وغم والحالة نفسها في الفراش احتلام في الليل وحزن في الصباح أخشى على نفسي سوء الطوية ومع الزوج الثاني كنت أمثل أني غير مصابة وذلك بالتجاوب معه، وإذا سألني عن حاجتي قلت أني قضيتها، وكل ذلك كذب أخاف أن ينفرني ثم طلقت منه هو الآخر لكثرة المشاكل، وكان فظا غليظا وأنجبت منه بنتا بعد أيام من طلاقي. ولازلت أحتلم إلى حد الآن ويظهر على جسدي بقع حمراء وزرقاء كأنها أماكن ضرب وتؤلمني إذا لمستها رغم أني أقرأ أذكار النوم كلها. وفي كثير الأحيان أتوضأ. وها أنا أخطب من جديد ولكن خائفة أن تتكرر مأساتي ولكن أعلم علما يقينيا أن ليس للمرأة سوى الرجل تسكن تحت جناحه، ولكن خائفة وخصوصا أن من الخطاب زوجي الأول ولكنه تراجع بسبب مشاكل عائلية، فإلى متى تستمر حالتي التي أرقتني كثيرا. أريد أن أحيا في ظل عائلة وأعيش مطمئنة كباقي الأزواج فأرجو أن تردوا علي.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما أمر الزواج فلا نرى لك التردد فيه إذا كان قد تقدم إليك من ترضين دينه وخلقه، بعد استشارة الأهل، واستخارة الله عز وجل، والأخذ بأسباب العلاج لما يصيبك، فقد يكون ما يحدث لك بسبب مس من الجن، وعلاج ذلك يسير بإذن الله، بالرقى المشروعة كما هو مبين بالفتوى رقم: 2244، والفتوى رقم: 10981.  

ولا مانع من الذهاب إلى من يعرف بعلاج السحر بالطرق المشروعة بشرط أن يكون موثوقاً في دينه وأمانته ، مع مراعاة الضوابط الشرعية، كتجنب الخلوة والالتزام بغض البصر، ولتحذري من الذهاب إلى الدجالين والمشعوذين.

فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

قال المنذري : إسناده جيد.

وننبه إلى أن أهم أسباب العلاج، التوكل على الله والمحافظة على الأذكار والدعاء مع حسن الظن بالله ، كما ننبه إلى ضرورة الإيمان بأن النفع والضر كله بيد الله ، وأن قضاء الله كله حكمة ورحمة ، ولو كان على خلاف ما يريده الإنسان ، قال سبحانه وتعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}

أما تركك للصلاة فمنكر عظيم يجب عليك التوبة منه، وليس ترك الصلاة هو الوسيلة للفرار من المأساة التي زعمتها، بل ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات هو أرجى ما يتداوى به مما نزل بك.

والله أعلم.