عنوان الفتوى : حكم تسمية المولود باسم كمال
هل اسم كمال جائز شرعا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في التسمي بهذا الاسم فيما يظهر لنا إذ ليس فيه تزكية لصاحبه والكمال أمر نسبي، وقد ذكرنا ضوابط ما يكره من الأسماء في الفتوى رقم: 12614، ونزيد هنا فنقول: روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اسم برة وقال: لاتزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم.
قال ابن القيم في زاد المعاد: اقتضت حكمة الشارع الرؤوف بأمته الرحيم بهم أن يمنعهم من أسباب توجب لهم سماع المكروه أو وقوعه وأن يعدل عنها إلى أسماء تحصل المقصود من غير مفسدة، هذا أولى مع ما ينضاف إلى ذلك من تعليق ضد الاسم عليه بأن يسمى يسارا من هو من أعسر الناس وأمر آخر: وهو ظن المسمى واعتقاده في نفسه أنه كذلك فيقع في تزكية نفسه وتعظيمها وترفعها على غيره وهذا هو المعنى الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجله أن تسمى برة، وقال: لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم. وعلى هذا، فتكره التسمية بـ التقي، والمتقي والمطيع والطائع والراضي، والمحسن، والمخلص، والمنيب، والرشيد والسديد. اهـ
وقال في تحفة المودود: فيه معنى آخر يقتضي النهي وهو تزكية النفس بأنه مبارك ومفلح، وقد لا يكون كذلك. اهـ.
ونقل ابن حجر في الفتح عن الطبري أنه قال: لا تنبغي التسمية باسم قبيح المعنى، ولا باسم يقتضي التزكية له ولا باسم معناه السب، ولو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص لا يقصد بها حقيقة الصفة، لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم فيظن أنه صفة للمسمى، فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يحول الاسم إلى ما إذا دعي به صاحبه كان صدقا وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أسماء وليس ما غير من ذلك على وجه المنع من التسمي بها بل على وجه الاختيار، ومن ثم أجاز المسلمون أن يسمي الرجل القبيح بحسن والفاسد بصالح، ويدل عليه أنه صلى الله عليه وسلم لم يلزم حزنا لما امتنع من تحويل اسمه إلى سهل بذلك، ولو كان ذلك لازما لما أقره على قوله: لا أغير اسما سمانيه أبي. اهـ.
والله أعلم.