عنوان الفتوى : زوجها لا يؤدي حق الله ولا حقها ويرتكب الموبقات

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

عندي مسألة أريد الرد منكم عليها بما أفاض الله عليكم به من علم، جزيتم خيرا. ذلك أنني حفظكم الله تقدم إلى أهلي شاب من نفس العشيرة فطلب من أبي تزويجي إياه، فقبلت ذلك إرضاء لوالدي، و كنت أود بناء عش زوجية مبني على الاحترام والود والمحبة. لكن بعد الزواج من خاطبي الذي تظاهر لأهلي بالتدين والتخلق وحسن العشرة، وقال لهم بأنه يشتغل في الأعمال التجارية مع أخ له موسر، تبين لي زيف كل ذلك. ثم بعد فترة من الزمن ذهب زوجي إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقدمني هناك. وهناك انقشع القناع. فتبين أن كل شيء تدليس وزيف في زيف. فهو لا يحافظ على الصلوات ويتغيب عنها و خاصة صلاة الجمعة . أساء معاملتي من سب وشتم ومقاطعتي حتى في أيام العيد لا يكلمني، بما في ذلك فترة الحمل التي كانت أصعب اللحظات التي عشتها وحيدة من دون أهل أو صديقات في الغربة وكنت في بعض المرات مريضة فأطلب استجلاب العلاج لي فلا يعبأ بذلك، وحتى عند ما أجهش بالبكاء، لا يشفق علي، و إنما يقول بأن النساء يستخدمن البكاء لتحقيق مآربهن ومن الأعمال المنكرة التي يقوم بها ما يلي: قيامه بمشاهدة الأفلام الخليعة التي يستجلبها بالنقود و شاهدها أمامي وعند ما أخبره بحرمة ذلك لا يكترث، كما أنه يستجلب معه المجلات الخليعة ويتصفحها أمامي ويكون ذلك في بعض الأحيان في الثلث الأخير من الليل. ولو تخلصت منها في غيابه يقلب الدنيا علي رأسا على عقب. يقوم برميي بالصحون وتوجيه السب والشتم لي، و عند ما أخبره بأن لدي عذرا شرعيا مانع من الجماع، يصل به الأمر إلى درجة تهديدي بأنه يجب أن لا يتكرر ذلك الأمر مرة أخرى. فأجيبه بأنه ليس لدي سبيل في تغيير الفطرة، فيتمادى في مقاطعتي وعدم التحدث معي في تلك الفترة بل يصل به الأمر إلى ألا يبيت معي في نفس الغرفة وربما يومئ إلي بأني غير طاهرة. العجز المالي فهو مدين بما قد يقارب عشرة آلاف دولار، وهو أيضا مدين لي ولأبي بمبالغ مالية كبيرة أرسلها لنا لسداد الإيجار وتسوية الأمور المادية الأخرى، علما بأنه متكاسل ولا يعمل إلا بضع ساعات في اليوم ويقضي جل وقته إما مشاهدة للتلفاز أو مع أصدقاء السوء أو النوم، أما عمله فيتمثل في بعض ليالي الأسبوع في حمل المومسات والأخلاء إلى حوانيت الخمرة في أيام عطلة الأسبوع. الرقص على الموسيقى الغربية الصاخبة ذات المدلولات الإباحية، أما نموذج المعاملة السيئة التي أردت إيرادها حتى تتضح لكم الصورة فمنها أننا انتقلنا إلى السكن في جزيرة نائية، حيث كانت وسائل النقل هناك غير متوفرة كثيرا مثل الباصات، فصرت أمشي على الأقدام مسافات بعيدة حتى أصل إلى الباص لأستقله إلى المحلات لجلب الاحتياجات، وهو ينصرف من البيت ولا يكلمني و يضرب الباب بقسوة ويضرب الطفل بفظاظة إن اقترب منه، و يذهب من أمامنا في سيارته دون الحديث معي أو أن يعرض علي الذهاب أو أن يكلمني حتى ولو طلبت منه ذلك، علما بأنه يكون في طريقه إلى عين المكان الذي أتوجه إليه، حتى أن بعض الأخوات المسلمات ممن يرونني في الطريق وأنا أمشي مصطحبة لابني لمسافات طويلة تتوقفن في سيارتهن شفقة علي ويعرضن علي اصطحابي إلى الأماكن التي أقصد حيث تتعرفن علي من خلال الحجاب الذي ألبسه. وحدث ذات مرة في نفس الفترة الزمنية أنه قام في إحدى نوبات الغضب التي تنتابه بتكسير الهاتف فبقي عندنا هاتف جوال واحد رفقته، فصرت أستجديه أن يحضر لي أِشياء إذ كان ذلك في فصل الشتاء القارس والثلج يتساقط فصرت أذهب بحثا عن هاتف عمومي في الشارع و يأخذ مني ذلك جهدا كبيرا حتى أن أصابعي تتجمد من شدة البرد فلا أحس بها. ثم إنه يأتي بأصدقائه من غير المحارم الشرعيين يقضون الليل والنهار في شقتنا ويتركهم معي لوحدي، أو أنه يبعثهم إلي في الوقت الذي يكون متغيبا. ثم إنه كان ينوي أن يسكن معي أحد أصدقائه بصورة دائمة في نفس الشقة للتوفير في مصاريف إيجار الشقة وقد تعهد لي خلال السنوات الأربع الماضية في أن يغير سلوكه ومعاملته، ولكنه ينقض العهد في كل مرة. من العادات السيئة أيضا التي أنكرها عليه: الغيبة، الكذب، والمخادعة أسكنني مرة مع صديق له وحصل بينهم شجار فطردونا و كانوا يغلقون الباب من دوني وأنا في الشارع مع ابني في فصل الشتاء القارس وهو ليس لديه نقود لتأجير شقة، فعلم بذلك بعض المحسنين فتدخلوا وساعدونا على الحصول على شقة بمبلغ منه ما هو هدية و منه ما هو سلفة لم يسدده حتى الآن. المهم أنه أتاني أخ لي في الغربة ورآى ما أذهله من سوء معاملتي، فما كان منه إلا أن أجهش بالبكاء، واتصل بالأسرة وأخبرهم بذلك، فتم القيام بتوفير تذكرة لي وسافرت إليهم بإذن منه دون إبلاغه بحيثيات السفر. وأنا الآن معهم و قد أخبرتهم بكل شيء، فما كان مني و منهم إلا...

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن هذا الزوج قد عصى ربه, وخالف أمره وضيع أمانته وظلم زوجه, فالذي نوصيك به طالما أنك حاولت استصلاحه طوال أربع سنوات, ثم ينقض عهده في كل مرة ولا يتقي ربه، فإنا ننصحك بطلب الطلاق فلا خير في البقاء مع زوج يضيع الصلاة ويشرب المسكرات, ويهينك بالسب والشتم, ويضيع حقوقك في النفقة والسكن المستقل, وهو مع ذلك ديوث يدخل أصدقاءه عليك ويتركك معهم, فإن رفض الطلاق فارفعي أمره إلى المحكمة لتجبره على تطليقك أو رفع الضرر عنك, علما بأنه يجب عليه أن يؤدي لك كل ما أخذه منك ومن أهلك من مال.

وراجعي في الفتوى رقم: 5629، حكم البقاء مع الزوج التارك للصلاة, وفي الفتوى رقم: 107428, موقف الزوجة من زوجها الذي يهينها ويسبها.

وننبهك على أنه لم يكتمل لدينا السؤال فيمكنك إرسال باقي السؤال في رسالة لاحقة.

والله أعلم.