عنوان الفتوى : أساء طليقها تربية ابنها فطالبت بالحضانة بعد تخليها عنها
كنت متزوجة من رجل وحدثت مشاكل بيني وبينه كثيرة فطلبت الطلاق، لكن والداي أجبراني أن أترك له الولد فتركته له، تزوج مباشرة من امرأة أخرى وكان عمر ابني 3سنوات و 8 أشهر. ذات يوم وجدت ابني في حالة نفسية غريبة، ويقول أمي تعالي أريك شيئا فلما ذهبت معه قال لي أريك ماذا علمني ، لقد نزع له ثيابه مرتين وحاول ممارسة اللواط عليه وحتى زوجته نزع لها ثيابها كلها أمام ابنه وطلب منه أن يلمسها، هذا ما قاله الطفل عمره 3سنوات و8 أشهر حيث قال لي : أمي زوجة أبي تتبول من الشعر ليس مثلنا، وقال له أبوه لا تخبر أحدا وإلا قتلتك بهذه الخشبة فيها مسامير.أصبت بصدمة نفسية وضربته ضربا مبرحا جدا وقلت له حرام ثم أخذته في حضني. وطلبت إعادة الحضانة وشرحت الموضوع للعدالة ولكنهم لم يصدقوا ذلك وحكم بانتفاء وجه الدعوى وأعطوا الحضانة لأمي والحمد لله. وأنا أعيش مع أمي في بيت واحد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان ما أخبر به الولد صدقا فلا شك أن هذا الأب فاسق ومنحرف الفطرة، ومريض القلب، وإذا ثبتت عليه هذه الأفعال فإنها توجب تعزيره وتسقط أهليته للحضانة.
وأما عن إجبار والديك لك على التنازل عن حقك في الحضانة فهو غير جائز، وأما عن تخليك عن الطفل فلا إثم عليك إلا إذا كنت تعلمين حينها أن الولد سيتعرض لضرر بتركه مع والده، وأما عن حصول الأجر على ما أصابك فما دمت صبرت على ذلك واحتسبت فأنت مأجورة بإذن الله.
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
وأما عن ولدك فما دمت قد أحسنت تربيته وأصبح مستقيما على طاعة الله فلا داعي للخوف من أثر ما حدث له في الماضي، فالقرآن دواء للنفوس وشفاء للقلوب، كما أنك قد أحسنت التصرف معه، وأحسنت بحثه على بر أبيه، فأبشري خيرا وأحسني ظنك بربك فإنه لا يضيع أجر المحسنين.
والله أعلم.