عنوان الفتوى : فروق بين الاستخارة والرؤيا
هل دلالات الاستخارة تختلف عن دلالات الرؤيا. وهل شروطهما مختلفة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستخارة هي طلبُ خير الأمرين يفوضُ العبدُ فيها أمره إلى ربه عز وجل ويكلُ أمره إليه، فإنه أعلم بمصلحته منه وهو القادرُ على إنجاح حاجته وتحصيلِ الخير له، وعلامةُ الاستخارة تيسير أمره إذا مضى فيه، وقد ذكر بعض العلماء أنه إذا استخار مضى لما شرح له صدره، ولا يلزمُ أن يرى الإنسان بعد استخارته رؤيا تدله على ما ينبغي حصوله أو ينشرحُ بها صدره أو يضيق، بل قد يحصلُ هذا وقد لا يحصل، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 64112 ، 18807 ، 34394 ، 28675 ، 114888 .
والاستخارةُ الصادقة يصحبها التوفيقُ للخير لأنها دعاء، وقد تكفل الله تعالى بإجابة دعاء الداعين، وأما الرؤيا فهي على أقسام فمنها تهاويلُ يحزنُ بها الشيطان ابن آدم، ومنها حديثُ نفس، ومنها الرؤيا الصادقة وهي جزءٌ من ستٍ وأربعين جزءاً من النبوة. أخرجه ابن ماجه.
فركونُ العبدِ إلى ما دلت عليه الاستخارة مشروع؛ بخلاف الرؤيا فإن الركونَ إليها بمجردها ليسَ مما ينبغي فإن احتمال الخطأ فيها كبير، واحتمالُ عدم معرفة تأويلها إن فرض كونها رؤيا صادقة واردٌ أيضا.
وإذا كان أبو بكرٍ رضي الله عنه قد عبر الرؤيا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أصبت بعضا وأخطأت بعضا .أخرجه البخاري، فغيرُ أبي بكرٍ أولى بأن يقعَ منه الخطأ في تعبيرها.
وبالجملة فعلى العاقل أن يحرص على الاستخارة ويلزمها فإنها من أسباب التوفيق، وأن يستبشرَ بالرؤيا الصالحة فيحمدَ الله عليها، ولا يخبرُ بها إلا من يحب، ويتعوذُ من رؤيا الشر، ولا يحدث بها أحدا، فإنها لا تضره كما دلت على ذلك نصوص السنة المطهرة.
والله أعلم.