عنوان الفتوى : المشاحنات بين الأشقاء من نزغات الشيطان

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أرجو مساعدتي بهذا الأمر ضروري أول شيء نحن نعيش بأسرة كان جوها كله تماما، التفاصيل كما يلي:مرض أبي وكان كل إخوتي صغارا، الأخ الكبير كان بالصف التاسع وطلع من المدرسة لكي يشتغل ويصرف علينا واشتغل مع خالي ويساعد أمي وإخوتي كلهم والحمد لله اشتغل وصار مقاول بناء كفء وأخي الذي بعده كان طالبا في التوجيهي ونجح بالتوجيهي وقام بالذهاب إلى روسيا لكي يدرس الطب وبعده بسنتين نجح أخي الثاني بالتوجيهي وكذلك درسه بفلسطين وبعدها بسنوات توفى أبي وأخي الكبير تزوج وعنده كان عائلة وأولاد وصار يصرف علينا وعلى إخوتي الذين يدرسون بالجامعات وعلى أولاده والعبء يزيد عليه ويستحمل كل شيء من أجلنا وبنص تدريسهم اعتقلوا أخي الكبير الجيش وحكم عليه 5 سنوات وزاد العبء علينا وكان مصروف تدريس إخوتي من الأموال التي تأتي لإخوتي الصغار الأيتام لأنها تعهدت تدريسهم وكان أخي من السجن يعمل المستحيل من أجلهم وبعده بسنوات تخرج أخي من الجامعة بشهادة الطب وأخي الكبير بعد ما أمضى 3 سنوات بالسجن أفرج عنه وما زال أخي في الخارج، وخلال جنازة لشهيد تصاوب برأسه وكان موتا سريريا والله لطف والحمد لله وهو يعاني بعض الصعوبات البسيطة، الموضوع الذي جئت أبحث عن ردكم به هو بعد ذلك حيث وبعد ما اجتمع الإخوة صار يصير عندنا بالدار مشاكل صرنا لا نطيق بعضا كل يوم مشكلة على أشياء تافهة وأمي بعد ما تصاوب أخي وكانت حالته خطرة نذرت أن تذبح عجلا إذا رجع بعافية وحال الحجة ما كان متيسرا لحد الآن ولم تف بالنذر وتزوج أخي الأصغر من الدكتور قبله ولم يعرف أحد بزواجه وكانت كلها مشاكل بين أهلي مع بعض وهو رتب أمره من القروض وتزوج ورأى أن كل إخوتي ضده وأخي الدكتور بعدها بأشهر تزوج من مال مساعدة له بسبب إصابته وأيضا بعرس صارت مشاكل بين الإخوة ويوم العرس أخواتي تقاتلن مع زوجات إخوتي على أشياء تافهة وأخي الكبير بطل يستحمل كلام النسوان والمشاكل حتى أنه صار يطلب كل قرش دفعه بدراسته ويعاير به إخوتي أو خلال العرس إذا دفع مشاوير سيارات يريدها وكذلك أخي الآخر وصارت دارنا لا أحد من الإخوة يطيق بعضا وأيضا نشرف من الدار أغراض بمبالغ لأدوات إلكترونية لا نعرف كيف صار بينا بعد ما كنا ما في أحسن من هذا وكل الدنيا تشكر بيننا... إخوتي الكرام أرجو أن تقول لي لي ماذا نفعل والله أصبحت الحياة صعبة أنا طالب توجيهي معيد عدة سنة التوجيهي بسبب اعتقالي من قوات الاحتلال وأيضا أحيانا أكون لست قادرا أن أمسك كتبي والأهل بصبروني والحال صارت عندنا لا أعرف الواحد ما ذا يعمل، فأرجو أن تنظروا إذا كان هذا الشيء من النذر أم هو سحر وما هو بالضبط وتساعدونا بأي طريقة الله يحفظكم؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يكشف الغمة عن بلاد المسلمين وينصرهم على عدوهم، ويمكن لدينه في الأرض إنه عزيز رحيم.

 أما عن سؤالك فما فعله أخوك الأكبر من الإنفاق على أمه وإخوته فهو عمل جليل من أفضل أعمال البر التي يحبها الله، ويثيب عليها الأجر الكبير في الآخرة، والبركة في العمر والرزق في الدنيا، لكن ما حدث منه بعد ذلك من منّ على إخوته فهو خطأ قد يؤدي إلى إحباط أجره، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى...  {البقرة:264}، وأما عن النذر الذي نذرته أمكم، فإنه يجب عليها الوفاء به ما دام قد تحقق الشفاء لأخيكم، ولكن إذا كانت لا تجد ما تؤدي به النذر فلا إثم عليها في الانتظار حتى يتيسر ذلك لها، فإن عجزت عن ذلك بالكلية فلها أن تكفر كفارة يمين ولا شيء عليها.

وأما ما يحدث بين إخوتك من مشاحنات فذلك من نزغات الشيطان والواجب عليكم إصلاح ما بينكم والحرص على دوام المودة والصلة وذلك بالصبر والتجاوز عن الزلات، والحرص على الكلام الطيب والتهادي، مع اجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، والمحافظة على الفرائض فإن من أسباب التشاحن والتباغض التفريط في فرائض الله، قال تعالى: فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ  {المائدة:14}، ونوصيكم بالتعاون على الطاعات والتقرب إلى الله ودعائه.

والله أعلم.