عنوان الفتوى : حكم الصدقة عن امرأة كان علاقة محرمة بها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا مغترب في بلد عربي للعمل، تعرفت على سيدة متزوجة منذ عامين عن طريق الانترنت من بلد آخر، وجمعت بيننا مشاعر وأحاسيس متبادلة، حيث إنها لم تكن سعيدة في حياتها الزوجية وكانت حياتها عادية، أخبرتني بأنها تزوجت لتدين زوجها وأنه كان أحسن المتقدمين لها خلقا، ولكن لم يكن بينهما مشاعر، حتى أولادها الاثنين من زوجها كانوا نتيجة لمرتين من المعاشرة إحداهما وهي فاقدة الوعي نتيجة حبوب منومة، لكنها آثرت الاستمرار حفاظاً على البيت والأولاد، ولعدم وجود بديل آخر خاصة وأنها شكرت في زوجها ولم تذكره بسوء لكنها لم تستطع أن تحبه أو تبادله مشاعره، ومع الوقت استمر كلامنا حتى جمعت بيننا مشاعر مشتركة واتفقنا على أن يتم طلاقها عقب عودتي حتى أتزوج بها، وفي يوم اكتشفت بالصدفة أثناء تعرضها لحادث مروري أنها تعاني من سرطان بالمخ واستمرت رحلة العلاج بعملية جراحية أعقبها فقد النطق ثم عودته ثم فقد الذاكرة منذ عشرة أشهر، كنت بالنسبة لها ذكرياتها الماضية التي كانت تحكي لي عنها يوميا على مدار عام كامل قبل فقدها لذاكرتها أوضحت لها ما كان مخفيا عنها وعلاقتها بجميع من حولها حتى ومن كانت تحب ومن كانت تكره، ومن كان يحبها ومن كان يطمع بها مما كانت قد ذكرته لي. أخبرت والدتي بالتواصل معها عبر الهاتف وكم أحبت والدتي وأحبها جميع أهلي حيث إنهم في بلد واحد، ولم يجمعهما غير الهاتف والاطمئنان بالتليفون، وبتاريخ اتصلت بي في وقت متأخر وأخبرتني بأنها في المستشفى نتيجة لتعب مفاجئ وطلبت مني الحرص على سلامتها، وأنها تتمنى أن تراني وبعد حوالي 5 دقائق اتصلت بي صديقتها وأبلغتني بأنها اتصلت بها ووسلمت عليها وودعتها ، بعدها بـ 5 دقائق علمت صديقتها من زوجها أنها توفيت إلى رحمة الله وأبلغتني . توضأت وصليت ودعوت لها بالرحمة والمغفرة. لم نتكلم يوما سويا في حوارات غير أخلاقية، بل كنت لها مساعداً ومشجعاً لها على العلاج ، بالنصح والإرشاد خاصة بعد فقدها للذاكرة وكانت تستجيب والحمد لله. كانت محجبة لم تكن منتقبة وحكت لي عن كثير من المضايقات التي تتعرض لها والعديد من المعاكسات والتحرشات حتى من الطبيب الذي أجرى لها العملية بالمستشفى، كونها تتمتع بجمال أخاذ، فطلبت منها أن تنتقب وبالفعل استجابت والحمد لله بعد العديد من المناقشات حول النقاب. كانت سيدة محبوبة من جميع من حولها الأهل، الأصدقاء، الجيران. كانت تحفظ القرآن وتقوم الليل وتتصدق وتعين المحتاجين ، كانت بارة بوالديها وبإخوتها. أنا الآن أدعو لها بالرحمة ولكني أرغب في التصدق ووهب الثواب لها هل يجوز لي ذلك أم أن علاقتي بها كانت محرمة ابتداء ولن ينفعها أي شيء أقدمه لها وأوهب ثوابها لها، أقسم بالله لم نتحدث يوما في محرم لدي بعض من صورها أرسلتهم لي . أحتفظ بمعظم الحوارات التي كنا نجريها على الإنترنت شات أرجو الدعاء لها بالمغفرة والرحمة، والرد على سؤالي كما أوضحت؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتعارف عبر الشبكة العنكبوتية بين الرجال والنساء غير جائز، لما يترتب عليه من مفاسد وما يشتمل عليه من تعريض للفتن، وما يجره من بلاء إلى المجتمع، فقد أخطأت حين أقمت علاقة مع تلك المرأة فهذا أمر لا يقره الشرع، وقد تماديت في ذلك حتى هتكت أسرار بيتها، وأعنتها على خيانة زوجها، حتى اتفقتما على طلاقها منه، وذلك منكر عظيم وإثم كبير، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليس منا من خبّب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده. رواه أبو داود وصححه الألباني.

فيجب عليك أن تتوب إلى الله مما فعلت، وتعزم ألا تعود لمثل ذلك، وأن تستر على تلك المرأة، نسأل الله أن يغفر لها وعلى نفسك، فلا تخبر أحداً بما كان بينكما، وعليك أن تزيل كل ما يتعلق بتلك العلاقة من الحوارات المسجلة، والصور التي عندك فلا يجوز لك الاحتفاظ بها.

أما عن سؤالك عن حكم هبة ثواب الصدقة لها، فالجمهور على أن ذلك ينفع الميت، ولا يضر في ذلك كون علاقتك بها كانت محرمة، لكن ننبهك إلى أنك ينبغي أن تهتم بنفسك أولاً وتبحث عن الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، لتكفر عما وقعت فيه من المعصية، وتتعلم أحكام الدين وحدود الشرع، وتسعى للتقرب إلى الله قبل فوات الأوان، قال تعالى: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ {عبس:37،36،35،34}

وننصح السائل إذا كان لم يتزوج أن يبادر إلى الزواج من ذات دين وخلق، فإن ذلك عون له على طاعة الله.

والله أعلم.