عنوان الفتوى : لا اعتبار للرؤيا بعد الاستخارة
يا شيخ أنا شاب بالـ 19 من عمري، للأسف قبل فترة ما كنت على قدر عال من التقوى ولم أكن متواصلا مع عباداتي وطاعاتي، قبل سنتين تعرفت على بنت، ارتحت لها كثيرا، بدأنا نكلم بعضا بشكل خفيف..بعد فترة صرنا بشكل يومي نتكلم، ارتحت لها كثيرا وأحببتها، طبعا أنا من بيئة والبنت من بيئة ثانية مغايرة لبيئتي، استمررت أكلمها لمدة سنتين، وفي رمضان هذا هداني الله ولله الحمد وصرت أصلي بالمسجد وتركت الأغاني والمعاصي.. وأحسست أن الذي أفعله مع هذه البنت خطأ ولا بد أن أنهيه. عزمت أني لا بد أن أترك البنت وأرجع لها بعد سنوات وأخطبها لأن الظروف لا تسمح لي أن أتقدم الحين، قررت أن أستخير وهي قررت أن تستخير، دعيت ربي وصليت له بالليل وبالأخير رفعت يدي للسماء وقلت يا رب أرشدني للصواب بمنامي..وبعدها نمت وأنا ببالي أني بحلم، وفعلا يا شيخ حلمت أن قدامي ورقتين.. ورقة باسم البنت وورقة لبنت ثانية.. أنا اخترت ورقة البنت الثانية، والبنت نفس حالتي استخارت وظهر لها أنها مرتاحة مع شخص آخر بالحلم. يا شيخ بكل اختصار أتمنى أن ترشدني بفضل الله للحل الصائب للمسألة، هل هذه الأحلام دلالة من ربي أو مجرد أضغاث أحلام، ويا شيخ المسالة ليست من السهل أن أترك البنت وأن لا أرجع لها مستقبلا ..وبنفس الوقت الله أعلم بالخير والصلاح لي أكثر من نفسي .. اختصار المسالة: أنا محتار هل أتركها الآن ولا أرجع لها أو أتركها الآن ونتفق على خطبة مستقبلا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئاً لك بالتوبة والهداية والتوفيق للطاعة والبعد عن المعاصي، فذلك من فضل الله عليك، فاحمد الله، واثبت على طريق الهداية.
أما عن علاقتك بتلك الفتاة، فقد أحسنت حين قطعت علاقتك بها، فتلك العلاقات من الأمور المحرمة في الشرع، وأما عن الاستخارة، فهي مستحبة في الأمور المباحة قبل أن يقدم عليها الإنسان، والصحيح أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة بما تيسر له، ولا يلتفت إلى الرؤيا، لكن ما دمت الآن غير قادر على الزواج، فلا وجه للاستخارة، وإنما عليك بقطع العلاقة بها تماماً، ومجاهدة نفسك لقطع التعلق بها، والانشغال بأمور دينك ودنياك، حتى يتيسر لك الزواج، وعند ذلك، إن كانت تلك الفتاة ذات دين، فيمكنك أن تخطبها من وليها، بعد الاستخارة ومشاورة الأهل، وإلا فلتتخير ذات دين وتتزوجها، واعلم أن ما فيه الخير لك يعلمه الله وحده ، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.
والله أعلم.