عنوان الفتوى : هل يضر السحر بذاته أو بعهد بين الشيطان والساحر
أولا:أعتذر إليكم أني أتيت الأبواب من ظهورها وذلك لأمر مهم جدا فتعجلت أن أرسل سؤالي من هذه الخاصية أرجو أن تقبلوه وتفتوني في أمري و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السحر حق ويحصل به الضرر للمسحور بإذن الله تعالى، ويدل لهذا قوله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {البقرة:102}
قال الشيخ حافظ أحمد حكمي رحمه الله في سلم الوصول:
والسحر حق وله تأثير لكن بما قدره القدير
أعني بذا التقدير ما قد قدره في الكون لا في الشرعة المطهرة
وقال في شرح "وله تأثير": فمنه ما يمرض ومنه ما يقتل ومنه ما يأخذ بالعقول ومنه ما يأخذ بالأبصار ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه.. اهـ.
وقد استدل رحمه الله لكونه حقيقة بسورة الفلق وبما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من السحر كما في حديث الصحيحين، فالاعتقاد الصحيح أن أعمال السحرة يحصل بها الضرر أحيانا بإذن الله تعالى وقضائه وقدره.
وقد يحفظ الله من شاء من عباده بسبب تحصنهم بالتحصينات الربانية أو غير ذلك.
وأما اعتقاد أن السحر يضر بذاته أو بعهد مبرم بين الشيطان والساحر فهذا اعتقاد باطل ومعتقده يخشى على عقيدته، فالضر لا يكون إلا بقضاء الله وقدره.
والله أعلم.