عنوان الفتوى : تفسير قوله تعالى (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة..)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما هو تفسير هذه الآية من سورة البقرة: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ. وما هي الدروس المستفادة منها؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صبغة الله يراد بها دين الله، وقيل: فطرة الله. وقيل: إن الصبغة الختان. وقيل: إن الصبغة الاغتسال لمن أراد الدخول في الإسلام، بدلاً من معمودية النصارى.

قال البغوي في تفسيره: قوله تعالى:  صبغة الله : قال ابن عباس في رواية الكلبي و قتادة و الحسن: دين الله، وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب، وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ يلزم الثوب، وقال مجاهد: فطرة الله، وهو قريب من الأول، وقيل: سنة الله، وقيل: أراد به الختان لأنه يصبغ صاحبه بالدم، قال ابن عباس: هي أن النصارى إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم أصفر يقال له المعمودي وصبغوه به ليطهروه بذلك الماء مكان الختان، فإذا فعلوا به ذلك قالوا: الآن صار نصرانياً حقاً فأخبر الله أن دينه الإسلام لا ما يفعله النصارى انتهى.

و قوله: ونحن له عابدون. أي مطيعون خاضعون  قال الطبري : وقوله تعالى ذكره:  ونحن له عابدون  ، أمر من الله تعالى ذكره نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقوله لليهود والنصارى، الذين قالوا له ولمن تبعه من أصحابه :  كونوا هودا أو نصارى  . فقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل : بل نتبع ملة إبراهيم حنيفاً ، صبغة الله ، ونحن له عابدون. يعني : ملة الخاضعين لله ، المستكينين له ، في اتباعنا ملة إبراهيم، ودينونتنا له بذلك، غير مستكبرين في اتباع أمره ، والإقرار برسالته رسله ، كما استكبرت اليهود والنصارى، فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم استكبارًا وبغيًا وحسدًا .  انتهى.

ويستفاد من الآية أن دين الإسلام هو أفضل الأديان وما سواه باطل، وأن على المسلم أن يعتز بدينه وبالتمسك بملته، وأن يختتن. وأن التعميد الذي يعمله النصارى باطل. 

والله أعلم. 

 

 

أسئلة متعلقة أخري
معنى قوله سبحانه: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ....
تفسير قوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ"
لماذا تقدّم الوقوف على النار على الوقوف على الرب في سورة الأنعام؟
معنى متاع الدنيا
لماذا سأل موسى ربه وزيرًا من أهله؟ وتفسير قوله: "كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا..."
لا تعارض بين قوله تعالى(فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) وقوله (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا...)
تفسير: قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ....