عنوان الفتوى : هل تآخى النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

شيخنا الجليل... في قصة مؤاخاة المهاجرين والأنصار، مع من تآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم آخي بين المهاجرين والانصار عندما قدم المدينة، قال البخاري في الصحيح (باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار)، وجاء تفصيل هذه المؤاخاة في كتب السير، يقول ابن القيم في زاد المعاد: ثم آخى بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المواساة وعلى أن يتوارثوا بعد الموت دون ذوي الأرحام، إلى وقعة بدر فلما أنزل الله:  وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ. رد التوارث إلى الأرحام. اهـ

وأما تآخي النبي صلى الله عليه وسلم مع غيره من أصحابه فلم نقف على خبر صحيح فيه، وقد روى الترمذي في جامعه وعبد الرزاق في مصنفه وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما آخى بين أصحابه آخى بين نفسه وعلي رضي الله عنه، والحديث ضعفه الذهبي والألباني.. وقال عنه الترمذي: حسن غريب.

وقال ابن القيم: وقيل إنه آخى بين المهاجرين بعضهم مع بعض مؤاخاة ثانية (غير مؤاخاة المهاجرين والأنصار) واتخذ علياً أخاً لنفسه. والثبت الأول: ثم عقب علي ذلك بقوله: ... ولو آخى بين المهاجرين كان أحق الناس بأخوته أحب الخلق إليه ورفيقه في الهجرة وأنيسه في الغار وأفضل الصحابة وأكرمهم عليه أبو بكر الصديق، وقد قال: لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام أفضل.. اهـ

والله أعلم.