عنوان الفتوى : ضمن رأس المال الذي يضارب به لأبيه واقترض بالربا

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا رجل أعمال وشخصية معروفة، وقصتي بدأت منذ 15 عاما عندما تخرجت من الجامعة وكنت قد درست بمجال البورصات وكنت أعمل بمبلغ على قدر حالى قبل أن يتطور المجال ويتطور الموضوع وبعد عام تقاعد والدي للمعاش وأعطاني مبلغا كان بالنسبة لي في وقتها كبيرا 100 ألف جنيه مصري وقال لي شغل هذا المبلغ بالسوق معك وأنت أصبحت مدركا وكان الوالد يسحب ويعتبر أن مبلغه كما هو وعندما أتكلم معه لم يكن يتقبل نوعا من النقاش حتى جاء القدر وخسرت حوالي 80 ألف جنيه والمشكلة أن بعد أسبوعين من هذا التاريخ طلب الوالد أن أسدد المبلغ كاملا فى نهاية العام كنا بشهر 10 تكلمت مع أمي فقالت لي تصرف أنا لا أستطيع فعل شيء، لكن والدك لن يتأخر فى الشكوى عليك بالشرطة خصوصا أنه أعطاك المبلغ بصفة أمانة ذهبت إلى محام فقال لي عندي لك الحل قلت له ما هو قال لي الاقتراض قلت له وما الضامن ذهب بي إلى مصلحة السجل التجاري والضرائب واستصدروا لي بطاقة ضريبية وسجلا تجاريا وشركة وبرأس مال مزيف ودفاتر مزورة مع المحاسب القانوني بخلاف ذلك أن المحاسب القانوني أفاد الجهات المختصة بأن دخلى يزيد عن 100 ألف شهريا ورأس مال شركتي يزيد عن 3 ملايين وغيروا بطاقتى إلى رجل أعمال وبالفعل حصلت على مبلغ 5 ملايين جنيه دفعت نصف مليون للمحامي والمحاسب القانونى وأخذت النصف 4 ملايين جنيه أودعتهم ببنك تجارى مقابل عدم سحبهم إلا بعد 8 أعوام مقابل عائد سنوى 32% للوثيقة لكي أستطيع سداد القرض وأصبح لي نصف مليون جنية سددت والدي وأنقذت نفسي من السجن وتمكنت بعد 6 أعوام من سداد المبلغ بعدها ذهبت إلى البنك بنفس الأشخاص لكن هذه المرة بوجهة لامعة وبراقة وإثبات حسن نية للبنوك بالسداد وأخذت 100 مليون جنيه وبعدها فتحت عدة مشاريع بنزينات مشحمة توكيلات تجارية توكيلات ملاحة ورؤوس الأموال تضاعفت بدرجة كبيرة بالمليارات الآن مع أنني أصرف على أهلنا بغزة وبالعراق بأعداد كبيرة ومبالغ ضخمة يشهد الله بأنني شخصيا لم أشغل هذه الأموال بخمور أو دخان وغيره لكن مشكلتي هي أنني اقترضت وصدر علي فوائد ربوية وسددت المال من فوائد، فهل لي من توبة، فماذا أفعل هل كنت محقا أم مخطئا يا شيخنا الجليل لا أريد جهنم ولا أريد عذاب القبر أنا إنسان محب لأمته ولدينه لأنني لم أحب أن أكون خنجرا فى ظهر أمتي وأتاجر بشيء حرام مثل أغلب رجال الأعمال اليوم وهل النشاطات الخيرية التي أعملها باطلة أتمنى أرتاح على الرغم من هذه الثروة فأنا لم أتزوج إلى الآن ولا أعرف حياتي كيف تصير ووضعي المعيشي خفت أن أتزوج ولا يبارك الله فى زوجتي أو أبنائي، الآن أنا في نظر أهلى أفضل الناس وأمي قالت لي أنت حبيت أن تخلص نفسك من السجن لكن الموضوع كبر رغم أن المحيطين بي أجمعوا أنه لم يكن ينفع وضعي الحالي إلا بالذي تم فأرجو إفادتي والله يعينني على فعل الخير ونصرة للمسلمين؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأخ السائل ارتكب أكثر من ذنب كالاقتراض بالربا دون ضرورة ملجئة ومسألة أن والده كان سيسجنه أمر قد يحدث وقد لا يحدث، فهو لم يشتك عليه بعد ولو فرض أن هذا حصل وكان مصير السائل السجن لا محالة لأمكن القول بجواز الاقتراض بقدر المبلغ المطالب به، لأن الضرورة تقدر بقدرها، ولكن السائل تعدى الضرورة المفترضة، والله تعالى يقول: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ  {البقرة:173}، والسائل على فرض الضرورة باغ ومعتد.

وليعلم السائل أن ضمان رأس مال والده الذي ضارب به حرام شرعاً؛ لأنه يصير في حكم الربا أيضاً، ومن الذنوب التي ارتكبها التزوير والكذب ودفع رشوة للمحامي في سبيل ذلك ثم ذنب كبير أيضاً وهو الاقتراض بالربا مرة ثانية وبمبلغ أكبر وهكذا فالذنب يجر إلى ذنب آخر.. وعلى كل حال لا يأس من روح الله تعالى ولا قنوط من رحمته، فباب التوبة واسع، ورحمة الله وسعت كل شيء، فهل تضيق عن الأخ السائل إن تاب وصدق في توبته؟ وصدق التوبة يحصل بأمور؛ أولها: الإقلاع عن الذنب، وثانيها: الندم على ما فات، وثالثها: العزم على عدم العود إلى الذنب.. فإذا وجدت منك هذه الشروط فأبشر فالتائب حبيب الله، قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، وأن تكثر من فعل الخير ونفع المسلمين، ولا يلزمك التخلص من ثروتك التي جنيتها من القرض الربوي وحسبك التوبة كما مر بيانه.

والله أعلم.