عنوان الفتوى : مسائل تتعلق بالخِطبة

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

أنا شاب عمري 23 سنة ، أسكن في السعودية، قد أحببت بنت خالي وعمرها 21 سنة، وقد تقدمت لخطبتها بعد الاستخارة وشعوري بالارتياح اتجاهها وتيسرت بعض أمور التقدم لخطبتها ولله الحمد ، ومنها: رضا والدي ووالدتي عن اختياري وجميع إخوتي، ورضا الفتاة وأهلها، وقد نظرت النظرة الشرعية ، وسرني النظر إليها ولله الحمد، ولكن التقدم للزواج منها ، يجب أن يخضع في هذه الدولة إلى موافقة الجهات المختصة بذلك ، وذلك كون أنني غير سعودي أتقدم لسعودية ، وأنا حتى الآن بانتظار أمر موافقة الجهات المختصة للزواج منها منذ أكثر من سنة، وهذه الفترة طويلة جدا ، لخلق الشكوك والأمور المفسدة للزواج ، فأكثر ما أسمع عنها عن طريق الأهل والأحباب أو أجد فيها (بعد الخطبة) ، أشياء لا تعجبني و غير محببة لي. فمن الأشياء السيئة التي أجدها في الفتاة أو أسمع عنها: 1- مشاهدتها للمسلسلات الأجنبية وبخاصة الهندية و التركية . 2- حبها وتعلقها بالمشاهير وبخاصة الرجال منهم . 3- سماعها للأغاني . 4- معاندة وخصوصا عندما تأتي نصيحة من جهتي ، لأنني كثيرا ما أنتقدها 5- تحاول بقدر الإمكان إثارة أعصابي بأي شكل، فهي تقوم بوضع صور المشاهير من الرجال في جوالها أو في كمبيوترها ، أو تقوم بوصف محاسنهم أو مدحهم عندما تعلم أن الكلام سيصل إليّ، لترى ردة فعلي. ومن الأشياء الحسنة التي أجدها في الفتاة أو أسمع عنها : 1- محافظتها على الصلوات . 2- محافظتها على الأذكار اليومية وقراءة القرءان. 3- تحب الصدق في كلامها وأفعالها وأحاسيسها، وتكره الكذب بشكل مبالغ فيه . 4- جميلة المنظر وودودة. 5- صافية القلب ، فهي لا تحمل في قلبها الكره . فخطيبتي لها صفات سيئة أبغضها، حيث إنني أكره أن تعجب الفتاة بالمشاهير من الرجال ، وأكره من الفتاة أن ترى مسلسلات تحرك غرائزها . وفي نفس الوقت أجد أن فيها صفات حسنة تعجبني جدا، فماذا أفعل ؟ فبما أنني خاطب وبدون كتابة عقد القران (قرأت الفاتحة فقط)، وأنني أكثر ما أعلمه عنها عن طريق والدتها و أهلي وأقاربي، وأيضا بما أنني في انتظار أمر الموافقة من الجهة المختصة ، فلي عدة أسئلة: س1: هل يجوز الاستخارة أكثر من مرة ، لأنني استخرت أكثر من مرة في الزواج منها (فكلما شعرت بضيقة اتجاهها وشعرت أنني لا أريدها ، أعود للاستخارة) ؟ س2: كيف أعلم أمر الاستخارة ( خيراً أم شر ) ، وبماذا أعمل (بمعنى هل أتحرك بحسب ما أشعر به، أم بحسب ما يتيسر لي من الأمور ؟ س3: كيف أفعل اتجاه هذه الفتاة ، هل أنهي علاقتي بها ، أم أجعل الأمور تمشي على بركة الله (بمعنى إن كانت خيرا لي هذه الفتاة ، فسوف ييسرها الله لي ، وإن كانت هذه الفتاة شرا لي فسوف يصرفها عني ) ؟ ملاحظة: أردت بعد آخر استخارة وبعد ارتياحي للزواج منها ، أن تكون نيتي للزواج منها هو طاعة لله من جهة والسعي وراء هدايتها بنصحها وتعليمها أمور دينها من جهة أخرى ، فعندما أتذكر أنني كنت في الماضي أرتكب المعاصي لضعف الوازع الديني ولعدم وجود شخص يوعيني أندم على ذلك ، فأحمد الله وأشكره على هدايته لي، فلا أريد أن تكون هذه الفتاة بمثل ما كنت أنا فيه ، فقد هداني الله ومنّ عليّ بنعمة الإيمان ولله الحمد ، فمن هذا المنطلق ، أحببت أن تكون هذه الفتاة على الطريق الصحيح ،،، فكما أنني كنت على طريق خاطئ وهداني الله ، أريد أن أحاول معها بنصحها ليهديها الله على يديّ ، فسؤالي هو . . . س4: هل أتغاضى عن الأمور السيئة فيها حاليا وأكمل طريقي معها ، أم أقطع علاقتي بها من الآن ؟ س5: هل يجوز لي سماع صوتها بشكل عام ؟ س6: قامت خطيبتي بإرسال إهداء إلى أختي وفيها صوتها وهي تنشد ، فهل يجوز لي سماع إنشادها أم لا ؟ وهل يجوز لي حفظ صوتها عندي ؟ س7: هل يجوز لي النظر إليها دون علمها ؟ س8: هل يجوز لي النظر إلى صورتها وهي متحجبة أم لا يجوز ؟ س9: هل يجوز أن أقدم لها هدية ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرت أن هذه الفتاة فيها كثير من الصفات الإيجابية وبعض الصفات السلبية ، ولذا فإننا لا ننصحك بالتعجل إلى فسخ الخطبة، وفي المقابل لا نرى لك االتعجل في الإقدام على الزواج منها، بل عليك بالتريث وسؤال من هم أعرف بها من الثقات، فإن مثل هذه الصفات السلبية قد تكون أمورا عابرة سرعان ما تزول بالنصح وحسن التوجيه ، فإن تبين لك أنها أرجى لأن ينصلح حالها فعليك بالإقدام على الزواج منها، ولا شك أن الاستخارة في مثل هذا من أهم الأمور، ولا بأس بتكرار الاستخارة كما بينا بالفتوى رقم: 62724 .

وأما نتيجة الاستخارة فتظهر من خلال التوفيق إلى إتمام الأمر المستخار فيه إن كان فيه خير للمستخير أو صرفه عنه إن لم يكن فيه خير له، وراجع الفتوى رقم: 35920. وأما انشراح الصدر أو انقباضه فلا يكفي دليلا على نتيجة الاستخارة ، خاصة وأن المرء قد يكون له نوع ميل في استخارته سابق عليها.

واعلم أن هذه الفتاة أجنبية عليك ما لم يعقد لك عليها، فلا يجوز لك محادثتها إلا لحاجة ووفقا لضوابط الشرع، ولا يجوز لك سماع صوتها وهي تنشد، فالغالب أن يكون في صوتها خضوع بالقول في مثل هذه الحالة، ولا يجوز لك النظر إلى شيء من جسدها حقيقة أو من خلال صورة إلا إذا كانت هذه الرؤية من أجل الخطبة ، وانظر الفتوى رقم: 55230 .

وأما تقديم الهدية لها فلا بأس بذلك كما بينا بالفتوى رقم: 33918.

وإن تبين لك أن هذه الفتاة ربما لا ينصلح حالها ، وخشيت أن يحدث بينك وبينها خلاف مستقبلا قد يؤدي إلى فصم عرى الزوجية فالأولى المبادرة لفسخ الخطبة فذلك أهون من حصول الطلاق فيما بعد ، وراجع الفتوى رقم: 98308.

والله أعلم.