عنوان الفتوى : اسلك طريق الحكمة والموعظة الحسنة في دعوتك لأهلك
أشكركم جزيل الشكر على مجهوداتكم الكبيرة. أنا لي أسرة أعيش معها...وأنا أميل إلى الدين الإسلامي وأعمل كل جهدي لكي أرضي الله عز وجل...لكن المشكل هو أنني أجد صعوبة في التواصل مع الأسرة. بمعنى آخر أنني كلما أردت أن أبلغهم شيئا ما عن الدين لا ينصتون إلي.. خصوصا وأن بعضهم يؤمن بالخرافات والشعودة وأمور السحر...حتى أراد بعضهم شراء خاتم لكي يحمي نفسه من الشرور والعين و الحسد و....فهل هذا حلال شرعا؟ وكيف يمكنني أن أعمل على توجيههم؟ هل أتركهم وهواهم؟ مع العلم أنني الأصغر سنا منهم. وأني كلما تحدثت معهم ازداد الأمر سوءا وكراهية. المرجو منكم أن تفتوني في أمري في أسرع وقت ممكن.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا وزادك هدى وتقى واستقامة، ورزقك ثباتا على الحق وهدى قومك لأرشد أمرهم.
ولا شك أن الأقربين أولى بالمعروف، ومن أفضل ما يقدم إليهم من المعروف هدايتهم إلى الحق وتوجيههم إليه ولاسيما فيما يتعلق بأمر العقيدة فهي ركن الدين الركين، وأصل الإسلام الأصيل، وراجع الفتوى رقم: 23726.
ونوصيك بتحري الحكمة والرفق واللين في الدعوة ولا يضرك صدودهم وامتناعهم عن الاستحابة، ولعل الله تعالى يجعل ضلالهم هداية وعداوتهم لك ولاء.
قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصِّلت:34}
وههنا أمر نود تنبيهك إليه وهو أنك إذا وجدت من هو أرجى أن يكون لقوله تأثير على قومك من الدعاة وطلبة العلم فعليك بالاستعانة به، وعليك قبل ذلك بكثرة الدعاء لهم بالهداية والصلاح.
ولا ينبغي أن تترك أمر نصحهم وإرشادهم إلا إذا لم يجد النصح وخشيت أن يترتب على هذا النصح منكر أكبر فالسكوت عنهم حينئذ أولى.
وأما بخصوص لبس الخاتم لاتقاء الشرور ونحو ذلك فهذا من البدع والخرافات التي هي ذرائع الشرك، وانظر الفتوى رقم: 111137.