عنوان الفتوى : حكم التسمية بـ (عبد الكافي)
هل الكافي هو اسم أم صفة من صفات الله، وهل يجوز تسمية الابن باسم عبد الكافي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه المسألة لها علاقة باختلاف العلماء في ضوابط اشتقاق أسماء الله تعالى من صفاته، وهل لا بد من ورودها مطلقة ليثبت الاسم، أم يكفي ورودها ولو مقيدة أو مضافة، فمثلا اسم الله البديع لم يرد في القرآن إلا مقيدا كقوله تعالى: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ{البقرة: 117}
فمن اشترط الإطلاق لم يثبت البديع اسما لله تعالى.
واسم الكافي لم يرد في القرآن إلا مقيدا أو بصيغة الفعل، كقوله تعالى: أليس الله بكاف عبده {الزمر: 36}. وقوله: إنا كفيناك المستهزئين{الحجر: 95}.
وأما في السنة فروي في حديث أبي هريرة رفعه: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهِيَ: اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ .... الْكَافِي ... رواه ابن ماجه، وقال الألباني: صحيح دون عد الأسماء.
ولذلك عده أكثر أهل العلم من أسماء الله الحسنى، قال البيهقي في الأسماء والصفات: ومنها: الكافي لأنه إذا لم يكن في الإلهية شريك صح أن الكفايات كلها واقعة به وحده ، فلا ينبغي أن تكون العبادة إلا له ، والرغبة إلا إليه، والرجاء إلا منه، وقد ورد الكتاب بهذا، قال الله عز وجل: أليس الله بكاف عبده، وذكرناه في خبر الأسامي. اهـ. يعني حديث أبي هريرة السابق.
وقال السعدي: الكافي عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه. الكافي كفاية خاصة من آمن به وتوكل عليه واستمد منه حوائج دينه ودنياه. اهـ. وتبعه الشيخ سعيد القحطاني في: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة.
وقد سبق بيان الأدلة على ذلك في الفتوى رقم: 53649.
وعليه؛ فلا بأس بتسمية الابن باسم عبد الكافي.
والله أعلم.