عنوان الفتوى : كيفية تهنئة القادم من السفر وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سؤالي عن تهنئة القادم من السفر بالسلامة وعن آداب رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام في هذه المسألة، قدمت من السفر والكل هنأني بالسلامة إلا أم زوجي؛ فاتصلت بها معاتبة ردت بأن المفروض أن أتصل بها وأن هذا هو الأصول وقالت: إنها تعرف أني قد وصلت ولكنها لا تريد تهنئتي بالسلامه، فكيف أتعامل معها أرشدوني وفقكم الله؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتهنئة القادم من السفر من محاسن العادات ومكارم الأخلاق، وقد روي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا إذا قدموا من سفر تعانقوا. رواه الطبراني في الأوسط، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة ورجاله رجال الصحيح. وقد روي أنه لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم. قال الألباني في السلسلة الصحيحة أخرجه أبو يعلى في مسنده من طريق إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن عامر عن جابر قال: فذكره، قلت: وهذا إسناد مرشح للتحسين.

وما تعارف الناس عليه واعتادوه في هذه الأمور فلا حرج فيه ما لم يخالف الشرع، ومن الآداب التي يذكرها أهل العلم هنا زيارة القادم والسلام عليه، كما في الفتوى رقم: 100494 والفتوى رقم: 14707.

ولكن إذا قصر أحد من الناس في هذا الأمر فلم يزر أو يهنئ القادم فالأمر سهل، ولا ينبغي أن يكون بداية تقاطع أو دخول في مشاكل، فقد أوصى الشرع الزوجة بحسن عشرة زوجها، ومن حسن العشرة أن تعينه على بر والديه وصلة رحمه، كما أنه من حسن العشرة أن تحسن إلى أهله، وأن تتغافل عن زلاتهم، فالذي ننصحك به أن تحسني إلى أم زوجك، وإن استطعت أن تزوريها وتهديها هدية فإن ذلك من حسن الخلق، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حسن الخلق يثقل الموازين يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق. رواه الترمذي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

والله أعلم.