عنوان الفتوى : العمل بشهادة حصل عليها ببعض الغش في الامتحان

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أعمل كمهندس معماري وبفضل الله متميز في عملي ولدي حوالي 6 سنوات من الخبرة العملية في كبرى الشركات الهندسية في المنطقة، ومن أيام تذكرت أنه في أثناء فترة الإعداد للتسليم النهائي لمشروع التخرج الجامعي قبل حوالي 7 سنوات, وبينما أنا منهمك في وضع متطلبات التقديم النهائي للمشروع اتخذت ما أراه الآن خطأ فادحا من خلال طلبي, طمعا بالتفوق والدرجات من مهندس أكبر مني بسنتين ويتقن التعامل مع الألوان المائية أن يقوم بعمل بتلوين مقابل مبلغ من المال لرسومات مشروعي للتخرج الذي كنت من بداية فصل التخرج قد وضعت فكرته بنفسي وصممته وطورت تصاميمه ورسوماته بنفسي وبإشراف الاستاذ الجامعي, علما بأن المشروع عادة يسلم على مرحلتين رئيسيتين قبل التسليم النهائي وحصلت في المرحلة الأولى على ما أذكر على ثاني أعلى درجة في الدفعة والحمد لله, وحتى أن الرسومات التي لونها ذلك الشخص للتسليم النهائي كنت قد رسمتها كأساس (بالأبيض والأسود) بنفسي والمجسم الخشبي للمشروع عملته بنفسي بالمنجرة وتطلب مجهوداً شاقا والحمد لله، وللعلم أيضا أنني شاركت بالإشراف على بعض ما لون ذلك الشخص فكنت أقول رأيي في بعض ما عمل وقمت بوضع الألوان على جزء يسير من الرسومات دونما تدخل منه بل وبعد أن أنجز عمله أكملت كل ما أستطيع إكماله ضمن الوقت المسموح، فالحقيقة ونتيجة لكون أدائي طوال السنوات الجامعية ممتازا بالمحصلة على صعيد المشاريع فإنه كان من الممكن أن أقوم بالتلوين بنفسي دونما تلك المساعدة، ولكني لم أفعل يبدو لضيق الوقت ولجودة تلوين ذلك الشخص وقدر الله وما شاء فعل، وعلما بأنني نجحت في المناقشة على وجهه واضح ومتميز ولجنة التحكيم لم تقم بسؤالي عمن قام بتلوين الرسومات حتى أقول أنه أنا أو غيري، فكل ما قلته بالمناقشه والحمد لله على ما أذكر كان صادقا وكان إجابة على تساؤلات علمية وهندسية تختص بتصميم المشروع وهاأنا قد استغفرت الله وتبت عن ما فعلت من طلب والحصول على مساعدة ذلك الشخص لي في المشروع، وأرجو النظر أنه لو كنت على التزامي الديني الحالي وأنا طالب لما كنت فكرت في ذلك الفعل الذي أنا نادم عليه، أما الآن على الصعيد العملي في الشركات فالأغلب أننا لا نقوم بالتلوين المائي (الذي أيضا أتقنه بالمناسبة) وقليل من يقومون بهذا النوع القديم من الإظهار المعماري، ولكن نستخدم الكمبيوتر في كل التصاميم والحمد لله أنا متمتيز بذلك وأقوم بأعمالي بتفوق ومدرائي الحاليين توقعوا لي منذ أشهر قليلة بمستقبل زاهر مع الشركة بإذن الله، و

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

خلاصة الفتوى:

لا يجوز الغش في الامتحان، ومن تاب من الغش وكان متقناً لمجال خدمته فليس عليه من حرج في العمل بالشهادة التي تحصل عليها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن واجب الطالب في أي امتحان يشارك فيه هو أن يعتمد على نفسه ولا يستفيد من غيره إلا في حدود ما تسمح به النظم المعمول بها، وطلب المساعدة من الغير خارج ما تسمح به النظم يعتبر غشاً في الامتحانات وهو محرم، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من غش فليس مني. رواه مسلم.

إلا أن ما يبدو منك من الندم على هذا الفعل يعتبر بداية جيدة للتوبة، وعليك أن تعقد العزم أن لا تعود إلى مثل هذا الفعل، والتوبة إذا أخلص فيها العبد فإنها تكفر ذنبه، وفيما يخص عملك بهذه الشهادة -وأنت متقن للمهنة التي كلفت بها- فإنه لا حرج عليك في ذلك إن شاء الله تعالى، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 31995.

والله أعلم.