عنوان الفتوى : ينبغي التسامح والتعاون بين الضرائر

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

الفتوى أو المشكلة التي أبعث إليك بها لا تخصني ولكن تخص والدة صديقتي المقربة. هذه السيدة في العقد الرابع من عمرها وسيده محترمة ومن أصل طيب. فهذه السيدة تعاني الآن أشد المعاناة وفي حاله نفسية سيئة وذلك بسبب زوجها. فقد تزوج عليها منذ سبع سنوات من فتاة من الأرياف تصغره بفارق في السن كبير ولا يوجد تكافؤ بينها وبينه أو بين زوجته الأولى من حيث العلم - المستوى الاجتماعي – أو جمالاً – أو المستوى المادي وحتى التدين فهي ليست بذات الدين القوي وذلك لجهلها ولكن تزوجها والد صديقتي في لحظة ضعف عندما حدثت مشاكل بينه وبين زوجته وكانت أخت هذه الفتاه (زوجته الثانية) ووالدها يعملون عنده. استغلوا هذه المشكلة وأقنعوه بزواج ابنتهم. المهم أن الزواج حدث وبطبيعة النساء فقد ثارت زوجته الأولى في بادئ الأمر ولكن ظلت هذه السيدة محافظة على بيتها وحاولت استرجاع زوجها ورضت بالأمر الواقع حتى لا تخرب البيت وأبناؤها كبار. أنجب والد صديقتي من زوجته الثانية ولداً والغريب في الأمر أن زوجته الأولى احتضنت هذا الطفل وعاملته أحسن معامله وأقسم لك بالله يا سيدى أنها كانت تعامله كأنها هي التي أنجبيته وكانت تُحن عليه وتغضب إذا آذاه أحداً ولم تعامله على أنه ابن ضرتها وكذلك الطفل تعلق بها. حتى أمي تقول عن هذه السيدة أنها أصيلة وحكيمة وذات قلب كبير ولا يستطيع أحد تحمل ما تتحمله. إلى هنا يا سيدي لا توجد مشكلة إلى أن بدأ والد صديقتي باستدعاء زوجته الثانية لرؤية ابنها بحجة أن الطفل في المدرسة وأنه لا يوجد وقت عنده للسفر لأمه وتقبلت زوجته الأولى وقالت من حقها أن ترى أبنها وتزوره من حين لآخر. بدأت تزور ابنها وتسافر لبلدها من حين لآخر إلى أن جاء وقت حدثت فيه تصليحات بمنزل الزوجة الأولى فقال لها إنه سيأتي بزوجته الثانية لخدمتها. وبالفعل جاءت ومكثت معهم وقتا طويلا ولكن طباعها ليست حميدة حيث إنها تتدخل فيما لا يعنيها وكانت تريد كل شيء تأتي به الزوجة الأولى أو بناته، كانت تبلغ زوجها بكل شيء يحدث وتثير الوقيعه- بدأت تدخل في مشاكل البيت وتتطاول على الضيوف (مثلاً تقول لا تدعى زوج أختك يرفع صوته). أيضا في طباعها الميوعة وهذا يضايق زوجته الأولى وعندما ترى أن زوجته الأولى أتت بشيء لها تتضايق وأخذت تعبث بأشيائها وترد على تليفوناتهم الخاصة بدون إذن منهم بدأت تتمرد على ملابسها وحالها وتطلب أن تلبس ملابس الزوجة الأولى وتطلب نوعا خاصا من الصابون للاستحمام مثل زوجته الأولى وطلبت الذهاب إلى اكوافير (مصففة الشعر) للتجميل مع أنها لم تكن تعرف في بلدها طريق الشارع أو مسميات الأشياء. المهم يا سيدي تحول كرم زوجته الأولى في استضافة زوجته الثانية عندها شيئا مُسلما به وأنها مجبرة عليه برغم تضررها منه وأخذ يقول لها بأنه سوف ينقل أثاث زوجته الثانية عندها وأنها سوف تظل مقيمة معها بالرغم من أن البيت ضيق وليس بالواسع وهذا كله يوثر على نفسية زوجته الأولى، والشيء الثاني أن هذا الرجل عنده ولد شاب فهذه الزوجة الثانية تُقبله وتحتضنه من حين لآخر أثناء اليوم وتفتح عليه باب غرفته وهو نائم بدون استئذان مما أثار دهشة وضيق الابن. أعلم أنها محرمة عليه حتى وإن تركها والده ولكن هذا الابن لم تربه منذ الصغر وسنها قريب منه وعرفته وهو شاب فكيف تقبل أو تشعر بعادية هذا الشيء. هل يا سيدي في إجبار والد صديقتي زوجته الأولىعلى تقبل هذا الوضع مع إنسانة هي كارهة لوجودها مع العلم بأن هاتين السيدتين ضراير وبالتأكيد جانب الغيرة والتنافس غير الحميد طبيعي يلزم وجوده. إذا كانت زوجات الأنبياء لم يطيقنه والسيدة سارة طلبت من سيدنا إبراهيم عليه السلام الذهاب بالسيدة هاجر بعيداً عنها رغم أنها هي التي زوجتها له وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان يفصل بين زوجاته أمهات المؤمنين في المساكن فكيف تطيق هذه السيدة هذا الوضع. أرجو الإفادة وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حق الزوجة على الزوج الاستقلال بمسكن خاص لا تتضرر فيه من أحد، فلا يلزمها القبول بأن يسكن معها أحد أقارب الزوج فما بالك بالضرة، وانظري الفتوى رقم: 56585.

وينبغي للزوج مراعاة مشاعر زوجته، ولا يجوز له أن يلزمها بما لا يلزمها شرعا، وننصحها بالصبر على ضرتها والتصرف بحكمة حتى لا تحدث ضررا في علاقتها بزوجها، ولتبق على طيبتها وتسامحها وسعة صدرها، فهذا خير ما تكسب به زوجها.

وعلى الزوجة الثانية التزام الأدب، وعدم الإضرار بالزوجة الأولى، ولا يجوز لها احتضان ابن زوجها وتقبيله بشهوة، وعند خوف فتنة، ولا يجوز لها إيصال الكلام إلى الزوج على جهة الإفساد فهذه هي النميمة، ولا ينبغي لها التدخل في ما لا يعنيها.

والله أعلم