عنوان الفتوى : الواجب السعي في الإصلاح بين الأقارب وحل أسباب الخلاف

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

زوجي على خلاف مع أهلي، والقصة بدأت عندما تقدم زوجي لخطبتي وبدأت المشاكل من والدي الذي لم يكن يحبه أو يغار منه كما كان يقول الناس لي، علما بأني وزوجي تعارفنا في العمل وحدث إعجاب وتقدم فوراً لخطبتي، ولكن أبي كان متشددا لا يسمح لنا بالخروج حتى لزيارة أي من أقاربه وبعد الخطوبة بستة أشهر تم كتب الكتاب بموافقة والدي التامة وبحضوره العقد, ومع هذا كان والدي يزيد في تشدده ورفضه الخروج مع خطيبي بالإضافة إلى اختلاق العديد من المشاكل لفسخ الخطوبة بالإضافة إلى أن أهله لم يكونوا يحبونني رغبة منهم في تزويجه لابنة عمه كما فعلوا مع أخيه الأكبر، المهم أن المشاكل تفاقمت إلى حد لا يمكن الرجوع فيه والبغيضة انغرست في قلوب الطرفين وكاد الزواج أن يفشل لولا أن زوجي خيرني بين البقاء مع أهلي أو إتمام الزفاف وقمت بطلب من والدي الموافقة والحضور وكان كل ساعة برأي مختلف إلى أن تم الزفاف دون حضور والدي والذي منع أمي أيضا وإخوتي الصغار من حضور الزفاف إلا أن إخوتي الكبار جاؤوا وحضروا رغما عن أبي، الآن زوجي يكره أبي جدا ولا يتعامل مع والدتي التي يعلم تماما بأنها مظلومة وتحبه كثيرا ولكنه يقول بأنه لا يستطيع التعامل مع أي من أهلي علما بأن علاقته كانت جميلة جدا مع أختي الكبرى وإخوتي الآخرين ولكنه مع الوقت يبتعد عنهم ولا يرغب في رؤيتهم في المنزل لزيارتي وهذا أيضا من كلام والدته التي تكره أمي وإخوتي ولا تحب أن يزوروني بدون أية أسباب فهي تكرهنا جميعا من قبل حدوث أية مشاكل وتغار من أمي، الآن زوجي في بعض الأحيان يمنعني من زيارة أهلي ويتحجج بأنه لا يحب والدي أن يرى ابنتنا وأمي مظلومة جدا في هذا الموضوع، مما سبب جرح مشاعرها وإحساسها بالظلم وحرمانها من حفيدتها الأولى في العائلة حيث إنني أنا المتزوجة الوحيدة حتى الآن من عائلتي، هل يحق لزوجي حرمان أهلي وتحديدا أمي من رؤيتي ورؤية حفيدتها وهل لا يحق لأمي زيارتي في بيتي مع العلم بأنني أسكن مع والدي زوجي في نفس البيت وهو سبب أن أمه لا ترغب في رؤية والدتي التي لا ذنب لها في كل هذه المشاكل، أنا في حيرة من أمري فأرجو نصحي؟ وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

خلاصة الفتوى:

فلا يجوز التقاطع بين المسلمين، ويتأكد ذلك في حق القرابة، وينبغي الاستعانة بأهل الخير للإصلاح بين الأقارب المتقاطعين، وينبغي للزوج إعانة زوجته على صلة والديها والسماح لها بزيارتهم، ولا يجوز له منعهم من زيارتها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز التقاطع والتباغض والتهاجر بين المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. متفق عليه..

ويتأكد ذلك في حق القرابة الذين تجب صلتهم، ويحرم قطيعتهم، قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد:22-23}، ولذلك ينبغي السعي في الإصلاح بين هاتين العائلتين، وحل أسباب الخلاف والشقاق بينهم.

فلذلك ننصح الأخت بأن تسعى في إصلاح ما فسد بين عائلتها وبين زوجها وعائلتها وتقريب وجهات النظر بينهم وتستعين بمن له وجاهة عند أهلها وأهل زوجها إن أمكن.

 أما عن منع الزوجة من زيارة أهلها، ففي المسألة خلاف بين أهل العلم سبق بيانه في الفتوى رقم: 7260.

وأما عن منع أهلها من زيارتها فلا يحق له ذلك على الراجح من كلام أهل العلم ما لم يخش ضرراً من زيارتهم لها، كما في الفتوى رقم: 20950..

وينبغي للزوج أن يكون عوناً لزوجته على بر والديها وصلة أهلها، كما ينبغي لأهلها أن يكونوا عوناً لها على طاعة زوجها، وننصح الأخت بالصبر ودعاء الله عز وجل بأن يصلح الحال، ويلم الشمل ويذهب ما في الصدور... ونسأل الله ذلك.. ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والله أعلم.