عنوان الفتوى : عضل الأب ابنته ومنعها من الزواج بكفؤها
أنا من فلسطين, وأبلغ من العمر 21 سنة ,طالبة جامعية سنة ثالثة تخصص هندسة معمارية إن شاء المولى عز وجل, ,عندي مشكلة لا أستطيع أن أختصرها قد أطيل في طرحها ولكن حتى تستطيع أن تكون في الصورة الصحيحة إن شاء الله ,. أنهيت مرحلة التوجيهي ودخلت الجامعة وتخصصت في مجال الهندسة ,وبعد نهاية الفصل الأول واقتراب نهاية الفصل الثاني جاء لي شاب وأخبرني أنه يريدني له زوجة له على سنة الله ورسوله وحدثني عن نفسه وأهله وهو شاب متدين ويدافع عن الإسلام بروحه وفكره وجسده وطلب مني أن أخبر والدتي بالموضوع وكذلك إحدى صديقاتي في الجامعة حتى لا تقع أي معصية لا سمح الله, وهذا ما فعلته تماما, فقد أخبرت أمي وأختي وزميلاتي في الجامعة والكل أبدى الموافقة المبدئية ,طلب مني الشاب أن أخبرهم أنه سيتقدم لخطبتي في نهاية الفصل الأول من السنة الثانية وهذا ما فعلته, ولكن قبل نهاية الفصل بشهر واحد تقدم لخطبتي ابن عمتي ,وعمتي هي الأخت الوحيدة لوالدي وكان والدي الأخ المفضل لها وكان بمثابة والد لأبنائها لأن زوجها قد توفي رحمه الله,وأعطى والدي الموافقة المبدئية لعمتي ثم فاتحني في الموضوع, والدي لم يكن يعلم بموضوع ذلك الشاب, رفضت رفضا قاطعا ,وكنت أريد أن أخبره عن ذلك الشاب ولكن أمي منعتني من ذلك لا أعلم لماذا؟ لم نخبره بالموضوع وأصررت على رفضي حتى جاء والدي وهددني بطلاق والدتي وإخراج أختي من جامعتها ومنعنا كلتانا من إكمال الدراسة ,لم أفكر بنفسي لحظتها ,فكرت بأمي وأختي وإخوتي بعد ذهاب أمي عنهم ,وأزيد أن جميع الأهل كانوا يضغطون ضغطا رهيبا علي إما عبر الهاتف أو المشافهة ,وما كان مني إلا الموافقة مجبرة والله ,والله شاهد على ما أقول ,تم كتب الكتاب في فترة قصيرة ,لم يتم الدخول وإنما الخطبة فقط أنا لم أكن أطيق ابن عمتي لعدة أسباب مهمة بالنسبة لي,ومن أهمها أنه لم يكن يصلي ,وكان مدمنا على التدخين ,وكنت ألاحظه كثيرا يرتدي الذهب,تم الخطبة ومكث ابن عمتي في البلاد 20 يوما ثم سافر إلى أمريكا ,كان قد اتفق والدي معه أن يكون الزواج بعد سنة ونصف ,وبعد 20 يوما من الخطبة التي لم أجلس فيها سوى مرتين معه سافر كنت أجهله تماما لا أعلم عنه سوى انه ابن عمتي ,مر الشهر الأول بسلام لقلة حديثي معه من خلال الهاتف ,ولكن كثرت مكالمتي معه عبر الهاتف وازدادت معها المشاكل ,عرفته تماما من خلال حديثي معه واكتشفت أنني لا أستطيع العيش معه لأنه يخالفني في كل شيء ,وأصبحت أقارن بشكل غير مقصود بينه وبين الشاب الذي كان يريد الزواج مني وشتان بين الاثنين ,توالت الأيام وكان بمعدل كل شهر مشكلة معه ,وكانت هذه المشكلة تنعكس على الأسرة وتوالدت مشاحنات كبيرة أوصلت لضرب بيني وبين والدي ,فالمهم عند والدي أن أتزوج ابن أخته ولو كان ذلك غصبا عني ,منعت من الحديث مع ابن عمتي لمدة ثلاث شهور حتى سمعت أن ابن عمتي عائد الى البلاد ,خفت كثيرا كون أبي غير مكترث لرفضي القاطع على الزواج كوني أدركت تماما أن العلاقة قد فشلت ,اتصلت مع عمي الأكبر في أمريكا وأخبرته بكل شيء ,جن جنونه وتوعد لي بأن يتحدث مع والدي وينهي القصة التي استمرت لمدة سنة بشكل مأساوي ,تحدث إلى والدي وجن جنونه ,لا يريد والدي أن يدخل أحد في الموضوع ,حاول الضغط علي بكل الأساليب الممكنة ,ووصل خبر ذلك الشاب إلى والدي ذهب والدي للقاء ذلك الشاب في الجامعة ,وأخبره الشاب بكل شيء ,وقال له إنه عندما علم أنني قد خطبت قطع علاقته معي تماما وهذا هو الحقيقة ,وقال له إنه نتيجة أصابته بعيار ناري التزم بيته لمدة عشر شهور .وهذا أيضا صحيح ,فهو لم يكن موجودا في الجامعة طيلة فتر ة خطبتي ,وأدخله والدي في الموضوع وأصبح جزءا رئيسيا فيه,وكبر والدي الموضوع وأدخل أهله في القصة وازداد الموضوع تعقدا. علم الشاب بأنني أنهيت علاقتي مع ابن عمتي الذي هو الآن خاطب من أخرى.وكان يريد أن يتقدم لخطبتي ولكن أهله منعوه من ذلك وقد أشاروا عليه بالتريث لمدة سنة تقريبا ,ولكن والدي يرفضه الآن رفضا قاطعا كون يتوجه توجها إسلاميا وأنت تعلم ماذا يعني ذلك في فلسطين تحديدا,قال له والده إن أباها سوف يوافق ولكن بعد فترة ,ولكن الموضوع الآن أن والدي يريد السفر إلى أمريكا في العطلة الصيفية,وسيغيب فترة طويلة جدا ,وأهل هذا الشاب سيأتون في فترة سفر والدي ,ستقول لي علي الانتظار والصبر ,وسأقول لك إنني خائفة جدا على ذلك الشاب وخاصة في الأوضاع السياسية التي نحن فيها ,ساعدني أرجو ,فوالدي لا يحادثني ولا يراني منذ شهر ونصف ولا أحد من أهلي يجلس معي ,وأبقى في الغرفة مع نزاع نفسي 24 ساعة لا أدري ما الذي أفعله ,ساعدني وأشر علي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس للأب ولا لغيره إجبار البنت على نكاح من تكرهه، كما أنه ليس له عضلها ومنعها من نكاح الكفؤ المرضي دينا وخلقا، وإن فعل فلها رفع أمرها للقضاء أو من يقوم مقامه ليلزمه لذلك أو يتولى هو العقد عليها وبناء عليه، فإن كان الفتى كما ذكرت مرضي الدين والخلق فليس لأبيك رفضه ومنعك منه وإن فعل فينبغي توسيط من له وجاهه وكلمة عنده من أهلك وأقربائك لعله يعدل عن موقفه ذلك، وإلا فإن أمكن أن ترفعي أمرك للقضاء ليتولى القاضي إلزامه بذلك أو منح الولاية لغيره من الأولياء أو يتولى هو ذلك بنفسه فيعقد لك فافعلي وإلا فخير ما نوصيك به الصبر حتى يجعل الله لك مخرجا، وفرج الله قريب وما يختاره الله لك خير مما تختارين لنفسك، فثقي بالله وأحسني الظن به، واعلمي أن كل شيء بقدر، وما قد سبق في تقدير الله تعالى سيأتيك لا محالة.
وللمزيد انظري الفتاوى:68737، 77356، 62748 .
والله أعلم.